رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"أبو البنات".. أتيليه لتأجير فساتين وبدل العرسان بالمجان للفقراء وذوي القدرات الخاصة

كتب: غادة شعبان -

05:37 م | الأحد 08 سبتمبر 2019

مبادرة فستانك ببلاش

في الثامنة صباحًا، تستيقظ السيدة الستينية صفاء عماشة، وتنجز أعمال المنزل، فلم يعد من يؤانسها في وحدتها بعد سن التقاعد وزواج ابنتيها سوى زوجها، ما دفعها لممارسة نشاط آخر هو "العمل التطوعي"، من خلال أتيليه خصصته بالمجان لمساعدة الفتيات في بلدتها شربين، التابعة لمحافظة الدقهلية.

مبادرتها للفتيات غير القادرات على استئجار فساتين الخطبة والزفاف، كنوع من المساهمة في إدخال السرور والفرحة على قلوبهن، ويجملة الأتيليه اسم "أبو البنات"، وتقضي به معظم وقتها حتى ساعة متأخرة من الليل.

صفاء قالت لـ"هن": "إيجار الفساتين غالي، والناس فقيرة وحالتها تعبانة، قولت إن عندي فساتين جديدة كان استعمالها لمرة واحدة، وليا صديقة اسمها لؤلؤة مبارك، كانت مدياني فساتين أطلعها للمحتاجين، واتبقى فساتين سوارية، قولت بدل ما أديهم لواحدة تلبسهم أفيد باقي البنات، من خلال مبادرة فستانك عندنا ببلاش".

 

ورثت السيدة الخمسينية حُب الخير ومساعدة الغير من والدتها التي زرعته فيها منذ الصغر، الأمر الذي نقلته بدورها إلى أبنائها، "والدتي علمتنا إننا نقدم إيدينا لغيرنا طالما في استطاعتنا، وبناتي شاركوني في العمل ده، وادوني فساتين من عندهم، وكمان إخواتي وعائلتي، للفقراء والمحتاجين والأيتام وذوي القدرات الخاصة، ومتعسري الحال".

لم يقتصر الأمر على فساتين للفتيات وحسب، بل امتد لبدل الزفاف والمناسبات، سواء للرجال الكبار أو الشباب، "ابن أخويا جبلي بدل من عنده، وقالي عايز أشارك معاكم وأخدم الناس".

"الأقربون أولى بالمعروف"، شعار اتخدته صفاء لمبادرتها قائلة: "أي واحدة عندها ملابس أو فساتين فائضة عن الحاجة تتبرع بيها من أجل إدخال الفرحة والسرور على قلوب الناس، قبل ما نتبرع بيهم لجمعية نشوف القريبين والمحتاجين من اللي نعرفهم".

وتسمية الأتيليه بـ"أبو البنات"، نسبة لزوجها صلاح سمك، الداعم والسند لها، والذي كان له الفضل في تهيئة المكان وإعداده "زوجي هو اللي نظفه ورتبه من البداية حتى نهايته".

الفساتين ليست مقتصرة على العرائس وحسب، بل امتد الأمر لأمهاتهن كنوعُ من إظهار الأم وتقديرًا لمجهوداتها، "فيه أمهات بتبقى عايزة بناتها يطلعوا زي الأميرات، وبيدفعوا فلوس كتير ليهم وبينسوا نفسهم، ومبيبقاش معاهم فلوس يأجروا لنفسهم، بنساعدهم يحضروا مناسبات أبنائهم بكامل أناقتهم وشياكتهم من خلال توفير الفساتين السوارية بالمجان."

لم تقصد صفاء هذا العمل التطوعي للشهرة أو لفت أنظار الجميع، وإنما حبًا للخير، "الفلوس مش نعمة، أحياناً بتكون نقمة، ناس كتير انتقدوني وقالولي انتي مضيعة وقتك وصحتك من خير مقابل مادي."