رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

فتاوى المرأة

ما حكم الدين في إجبار الزوجة على العلاقة الزوجية؟

كتب: روان مسعد -

02:32 م | الجمعة 31 مايو 2019

آية

جريمة قتل أعلنت تفاصيلها أمس، بطلتها كانت امرأة قتلت زوجها في مدينة القناطر بالقليوبية، بدعوى أنه كان يجبرها على معاشرتها بالإكراه وأنها تزوجته رغما عنها.

وقالت المتهمة "آية.ش.ا"، أمس، في تحقيقات النيابة إنها قتلت زوجها بسبب إجبارها على إقامة علاقة زوجية على غير رغبتها، وضربه المتكرر لها، ووفقا للتحقيقات فإنه أذلها، رغم زواجها منه على غير رغبتها وكذلك أجبرها على المعاشرة، ما جعلها تقرر قتله.

حدود العلاقة والإجبار بين الرجل والمرأة في المعاشرة الزوجية، هي محط جدل وآراء مختلفة بين الفقهاء، من جانبه قال الدكتور علي محمد الأزهري، عضو هيئة التدريس بالأزهر الشريف، إنه للرجل تأديب زوجته بشروط، من بين تلك الشروط امتناعها دون سبب أو عذر مثل الدورة الشهرية، أو مرض، أو عدم رغبتها في هذا التوقيت، وربما الإرهاق بسبب شغل المنزل، أو عملها.

وأوضخ أن لهذا التأديب شروط، وقال في تصريحات خاصة لـ"هن"، إن القرآن لم يشر إلى الضرب المبرح المؤذي، بل أخره في حالة العقاب الواقع على المرأة في حالة النشوز والتي يبدأ بالعظة، ثم الهجر في المضاجع، وأخيرا الضرب، "وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ واضربوهن".

وأكمل حديثه أن هذا العقاب يقع على المرأة التي تمتنع عن زوجها دون حجة قوية، وتتعمد عدم إطاعته في المعاشرة.

"كان على الزوجة ترك بيتها في تلك الحالة وطلب الطلاق"، موضحا أن ما بدر من زوج "آية"، من تعمد الإذلال، والضرب المبرح والأذى حرام شرعا، ولها أن تطلب الطلاق وتحصل عليه، مضيفا، "النبي نفسه لم يضرب أو ينهر أحدا، ولكن كان من بعض الصحابة، تأديب زوجاتهم بالسواك وهو دليل على الرحمة وليس الضرب المبرح والإهانة، والتسبب في عاهة".

وتابع: "وذلك لأن النساء اللاتي يتعرضن للضرب من أزواجهن، حتى لو كان خفيفا، يسبب لهن أذى نفسي كبير لطبيعة المرأة، ولا يجوز الضرب المهين، أو على الوجه، أو الضرب المبرح"، مؤكدا على أن المرأة ليست دابة كي تعامل بنفس المعاملة، بل إن مراحل عقابها متدرجة تنتهي بالضرب غير المؤذي.

ورغم ذلك يقول الأزهري إن "الضرب والإهانة ليس مسوغا للقتل الذي نهى الله عنه، وبين أنه من أكبر الكبائر والقتل المتعمد مصيره جهنم، وكانت تلجا للقضاء وقسم الشرطة لحمياتها".

واختتم تصريحاته، موضحا أن العلاقة الشرعية بين الرجل وزوجته يجب أن تقوم على الود المتبادل، وللزوجة طلب زوجها للمعاشرة باستحياء لطبيعة الأنثى، وإذا احتاجت تخبره أو تتزين له، وقياسا على لعن المرأة التي تهجر زوجها، لا يجب على الزوج القيام بنفس الفعل، وألا يهجر زوجته في الفراش بغير سبب، لأن طبيعة النساء لن تستطيع إرغامه على تلك العلاقة، تطبيقا لقو الله تعالى، "ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف".

وأوردت دار الإفتاء المصرية، في تفصيل حقوق الزوج فيما يخص الاستمتاع بالعلاقة الزوجية إنه على خلاف بين الفقهاء فيما إذا كان هذا حقُّه الخالص أو أن الاستمتاع حقٌّ مشترك بينهما؛ لأنه لا يمكن لأحدهما الانفراد به، بل لا بد من المشاركة التي تدعو إليها طبيعة الفعل، وأيًّا ما كان فإن حقَّ الزوج أن تستجيب له زوجته متى بدت رغبته ولم يكن بها مانع شرعي وفقًا لأحكام الله تعالى: ﴿فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ﴾ [البقرة: 222]، وقوله: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ﴾ [البقرة: 223]، ويتقيد هذا الحق بألَّا يحدث منه ضرر للزوجة.

وأكملت، "والأحاديث الشريفة في هذا الباب كثيرة، ولعلَّ من المرجحات للقول بأن العمل الجنسي بين الزوجين هو حقهما معًا، وأن لكلٍّ منهما الاستجابة للآخر أنه قد أُجيز للزوجة طلب الطلاق للهجر في الفراش، وترك المضاجعة، وأن الإيلاء من الزوجة والإصرار عليه سببٌ للطلاق في قول أئمة الفقهاء من غير مذهب أبي حنيفة، الذي مذهبه أنه بمجرد مُضِيِّ مدة الإيلاء المقرر في القرآن أن يفيء إليها فيها تطلَّق منه طلقةً بائنةً".

وكانت قوات الأمن بالقليوبية ألقت القبض على فتاة تدعى "آية" بعد اتهامها بقتل زوجها بـ11 طعنة نافذة بسكين المطبخ.

واعترفت المتهمة أمام النيابة بتفاصيل الجريمة، حيث قالت إنها بعد أن قتلت زوجها، لفت جثته في ملائة سرير، وألقتها في الشارع، وساعدتها ابنة خالتها على ذلك.

وقالت إن زوجها كان يجبرها على المعاشرة، وإنه تزوجها رغما عنها، وكان يضربها ويتعمد إذلالها يوميا، لتخضع له بحجة أنه زوجها، وطلبت الطلاق أكثر من مرة ولكنه رفض، ووجهت لها تهمة القتل العمد.

لمطالعة القصة كاملة على الرابط.