رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

وجع ويُتم ووحدة حتى الموت.. حياة ناهد الشريف بعيدا عن الكاميرا

كتب: روان مسعد -

05:55 م | السبت 13 أبريل 2019

ناهد الشريف

كقطعة من السكر تذوب ناهد الشريف في مشاهدها التمثيلية التي تؤديها خلال أفلامها، روحها وجمالها يضفيان مزيد من السحر على الأعمال الفنية التي تشارك فيها، ورغم ما عرف عنها بالأدوار الجريئة، بدأت رحلتها الفنية بأدوار البراءة بسبب خجلها أمام الكاميرات في البداية، حتى احترفت فنون التمثيل والإغراء في مصر ولبنان التي عاشت فيها وقت كبير.

يصادف ذكرى وفاة ناهد الشريف 7 أبريل، أحيت ابنتها الوحيدة "لينا" أو "باتي" أو "باتريسيا"، أمس ذكراها، زارتها في قبرها برفقة بوسي شلبي، لتحدث تلك الزيارة صدى واسع بين رواد "السوشيال ميديا"، فهذا هو الظهور الأول لتلك الفتاة التي أنجبتها ناهد من زوجها الثالث اللباني المسيحي المقامر إدوارد جرجيان ورغم المعارضة الكبيرة بسبب اختلاف الديانة تمت الزيجة في لبنان مدنيا وعاشا سويا سنوات عدة، مثلما روت في أحد حواراتها الصحفية.

حياة سميحة محمد زكي النيال وهو اسمها الحقيقي، توفيت وهي في عمر الـ39، عاشت حياة مليئة بالشهرة والفن، مرت أيضا بمحطات صعبة صنعت نجوميتها، انتقلت من الإسكندرية للقاهرة وعاشت في الزمالك مع والديها وشقيقتيها الصغرى والكبرى، والتحقت بمدرسة ليسيه الحرية الفرنسية لكن الحياة توقفت عن الابتسام فجأة.

أصيبت ناهد شريف بشلل الأطفال لكنها عولجت منه، وظل تأثيره بسيطا على يدها اليسرى التي تحركها بصعوبة، وتمكن المرض من شقيقتها الصغرى، وأصبحت مريضة بالشلل.

بعدها بسنوات قليلة، وبينما كانت تبلغ من العمر 8 سنوات فقط، تم تحديد موعد زفاف شقيقتها الكبيرى، ولكن القدر لم يسعف العائلة، ورحلت الأم في اليوم نفسه، لتتيتم الصغيرة.

حاول الأب وهو ضابط جيش، بذل مزيد من الجهد للمحافظة على البنتين، وفرض جهودا كي يبقيهما داخل المنزل وسط تربية محافظة، لكن الوالد كذلك توفي بينما كانت ناهد شريف تبلغ من العمر 14 عاما فقط، وفجأة شعرت بأنها وحيدة مسؤولة عن شقيقتها الصغرى المصابة بالشلل.

بعد تلك الأزمة بوقت قصير، تدخلت الفنانة زبيدة ثروت صديقة عائلتها لمساعدة ناهد شريف في التغلب على مصاعب الحياة التي تمر بها، فأدخلتها مجال التمثيل بدور صغير وكانت حينها تبلغ من العمر 16 عاما.

كان زواجها الأول من حسين حلمي المهندس، ساعدها في بداية مشوارها الفني عندما كانت تبلغ من العمر 18 عاما، وكان يكبرها بـ20 سنة كاملة.

الزيجة الثانية كانت من كمال الشناوي وفرق السن أيضا لم يكن عائقا، فتزوجها، ولكن سرا وكانت الزوجة الثانية ويكبرها بـ25 عاما، عاشا سويا 6 سنوات ثم انفصلا ولكن كان له دور كبير في مساعدتها خلال مرضها بالسرطان.

تعرضت ناهد الشريف مثل معظم الممثلين لفترة من الخمول الفني بعد هزيمة 1967، فتوجهت للبنان حيث مثلت والتقت زوجها الثالث، وهناك عاشت، وعلمت بمرضها بسرطان الثدي وكان ذلك عام 1979، وتخلى عنها زوجها المقامر فكان عليها العودة لمصر واللجوء لطليقها كمال الشناوي.

ساعدها الأخير في استكمال أوراقها للعلاج على نفقة الدولة، بعد 48 ساعة فقط من طلبها، وسافرت للسويد وأزالت الورم، وعادت للتمثيل، ولم تمر سوى فترة وجيزة حتى هاجمها المرض مرى أخرى، وظلت تمثل كي تجاري مصاريف العلاج، وتحاربه 5 سنوات كاملة.

ذهبت "ناهد" مرة أخرى للندن، لتلقي العلاج، حسبما ذكرت مجلة "آخر ساعة" في ديسمبر 1980، رقدت وحيدة في مستشفى بلندن، ما حرك السفارة المصرية لمساعدتها، ولكن حالتها ازدادت سوءا ونصحها الأطباء بالعودة لمصر كي تتحسن نفسيتها فلا طائل من العلاج في كل الأحوال.

عادت ناهد وحيدة، وكتبت وصية لشقيقتها الكبيرة، كي تكون مسؤولة عن ابنتها التي تيتمت مثلها صغيرة وهي في الـ4 من عمرها، وأوصت بجنازة بسيطة، وفارقت الحياة بعد عدة مشاهد مؤلمة عاشتها.