رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هو

"موعود بعيونك أنا" حسناوات في حياة العندليب.. قصص الحب والفراق

كتب: روان مسعد -

04:25 م | السبت 30 مارس 2019

عبدالحليم حافظ

رومانسيته تظهر طاغية على شخصيته، ربما هي الملمح الأساسي الذي يلفت له كل الأنظار، إحساسة العالي بأغنياته، وقصص حبه التي عايشها الجمهوره من خلال أدواره، وبنبرة صوته التي تعلو وتخفت مع الألحان، صنعت منه فنانا رومانسيا بكل ما في الكلمة من معان مقصودة، عبدالحليم حافظ الذي مثل وأدى العشرات من قصص الحب، ربما لم يحالفه نفس الحظ في حياته الشخصية، ولم يألف الحب سوى بضعة أشهر لينتهي في كل مرة بالفراق.

في حياة العندليب عدد من القصص والنساء، روت تجاربه معهن على استحياء، منهن من امتلك العندليب شجاعة الحديث عنها في مذكراته، ومنهن من ظهر طيفها من بعيد للجمهور عن طريق المقربين من عبدالحليم، فهو من امتلك قرار وإرادة أن تكون هؤلاء النساء في قلبه فقط، كي تظل صورة الفنان القوى هي الظاهرة لجمهوره العريض في مصر والوطن العربي.

سعاد حسني الحب المكلل بالزواج

أبرز هؤلاء النساء هي سعاد حسني، والتي كانت تستمد شخصيتها أحيانا من العندليب كما روى هو في مذكراته، السندريلا هي أشهر القصص في حياة رجل معظم قصص حبه كانت شاقة، لكن الحب احتل قلبه، يقول عن السندريلا والتي ظهرت أيضا بوضوح في المسلسل الذي حمل سيرته الذاتية وأخذت حيز منه كبير: "نعم أحببت سعاد حسني، والذي جمع بيننا هو الحنان لأنها عاشت مثلي طفولة قاسية، وعلمّتها كيف تختار حياتها".

أيقن العندليب تغير حبيبته ونضوجها فنيا، وعلى المستوى الشخصي حينما قررت التمرد عليه، يقول في مذكراته: "عندما تمردت على صداقتي أحسست أنها نضجت، وسعاد كانت تتصرف بتلقائية مع الناس وتلقائيتها تسىء إليها، لكن فيها ميزة رائعة وهى الوفاء لأسرتها"، على الرغم من ذلك لم يعلن العندليب زواجه منها، ولكن المقربين من الطرفين أكدوا الزيجة عرفيا، وامتنع عن الاعتراف بذلك أهل العندليب فقط.

"جيجي" حب مجهول لم ينتهِ بالموت

بينما كانت سعاد حسني معروفة، ولاحقتهما كثير من الشائعات التي تفيد بوجود علاقة زواج أيضا، وتأكدت المعلومة فيما بعد، أحب حليم شخصية مجهولة تماما، قرر أن يخفيها عن العيون تنظبق حالتها تماما مع الأغنية الشهيرة "حبيبتي أنا من تكون الرفاق حائرون يتسائلون حبيبتي أنا أنا من تكون"، فقد حرص على أن "لا تخافي واهدأي يا صغيرتي، إنني أخفي هواكي عن العيون فكيف مني يعرفون".

على الرغم من ذلك جاء ذكر تلك الحبيبة الغامضة والتي عرفت باسم "جيجي"، والتي كان يلتقيها "حليم" سرا في الإسكندرية والقاهرة بمعرفة سائقه الأمين عبدالفتاح فقط، على لسان الإذاعي وجدي الحكيم أحد أصدقاء العندليب المقربين، حيث قال: "عندما كنا نسافر خارج البلاد مع عبد الحليم كان يلتقي بها في سرية شديدة، وفي إحدى المرات سألت الملحن بليغ حمدي عن سر علاقة عبد الحليم بهذه السيدة، فأخبرني بأنه لا يعرف أكثر مما أعرف".

هشام عيسى تحدث بدوره عن تلك الفتاة السكندرية في كتابه "حليم وأنا"، وقال إنه التقاها على شاطئ العجمي، وكانت حينها في عمر الزهور، وهي الوحيدة التي فكر في الزواج مرة أخرى منها، مؤكدا على خطبة الحبيبان دون إتمام الزواج، وربما جمعت حليم وتلك الحبيبة كثير من المواقف الرومانسية على بحر إسكندرية، فيقول "عيسى" في كتابه الذي تحدث فيه عن علاقته بالعندليب: "في العجمي، أحب حليم فتاة شابة، وخطر له أن يعيد تجربة الزواج هذة المرة معها، وخطبها بالفعل وحضرت هذة الواقعة بنفسي".

الحبيبة المجهولة التي لا يعرف عنها حتى أشد الأصدقاء قربا، طيفها ظهر انعكاسه على حالة عبدالحليم النفسية عندما توفيت، يقول الحكيم: "عرفت بوفاتها من خلال حالة الحزن الشديد التي عاشها عبد الحليم، وقد شعر الجميع بما مرّ به وقتها، وكان دائم السفر إلى الإسكندرية حيث التقاها للمرة الأولى"، وغنى لها عبدالحليم بعد وفاتها أغنيته الشهيرة "في يوم في شهر" خلال فيلمه "حكاية حب".

زبيدة ثروت ووصية الدفن جانب العندليب

"موعود بعيونك أنا موعود"، غنتها فيروز وانطبقت على الحسناوات في حياة عبدالحليم حافظ، من سعاد حسني، وجيجي التي كانت فائقة الجمال بحسب رواية المقربين من العندليب، إلى زبيدة ثروت، فتاة أحلام الشباب حتى الوقت الحالي، برقتها وعذوبتها وعينيها الجميلة، اعترفت بنفسها بقصة حب جمعتها بالعندليب خلال استضافتها في برنامج  "بوضوح"، مع الإعلامي عمرو الليثي.

يعتبر هذا اللقاء من آخر مشاركتها إعلاميا، صرحت فيه بحبها لعبدالحليم، وتقدمه لخطبتها وكذلك رفض والدها الزواج معللا بأنه لن يزوج ابنته لـ"مغنواتي"، حيث كانت "زبيدة" لا تزال تخطو أولى خطواتها في عالم الفن، حينما شاركت عبدالحليم بطولة فيلم "يوم من عمري"، وجاءت وصية "زبيدة" الأخيرة هي الدفن بجانب عبدالحليم حافظ، وتوفيت في الـ2016، لكن لم تنفذ وصيتها التي قالتها على الشاشة على مرأى ومسمع من كل الجمهور.

سلمى الباريسية حب من طرف واحد ودموع الشعور بالذنب

بعض النساء في حياة حليم لم يكن لحبه، بل كان لهوسهن به، من بينهن سلمي الباريسية، والتي حكى عنها هشام عيسى في كتابه "حليم وأنا"، وكيف بكى عليها العندليب مثل الأطفال عندما توفيت لشعوره بالذنب كونه لم يحبها "لم يبك حليم في حياته كما بكى هذه المرة وانطلق يلوم نفسه وهو غير مذنب، وتمتلكه حالة من الاكتئاب واليأس والعزلة ولم يخض بعدها أي تجربة عاطفية، ولم يلتفت إلى أي امرأة حتي النهاية فكان ذلك قبل عام واحد من وفاته". 

تعرف حليم على تلك الفتاة في باريس، وهي من أصل جزائري، وأصبحت وجهته في كل مرة يزور فيها مدينة الجمال، حيث يشتري منها الهدايا لكن تشاء الأقدار أن تقع في غرامه، "سلمى" زوجة صاحب المحل، يقول "عيسى": "بدأت الخلافات تستفحل بين سلمى وزوجها، وساءت الحال بينهما وبدأت الغيرة تأكل قلب الزوج فكان يعتدي عليها بالضرب لأتفه الأسباب، ثم يعتذر لها ويناشدها الصفح، كان يحبها بجنون، ورغم ذلك فقد أحب حليم لأنه كان على بينة كاملة من موقفه منها".