رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هي

جمعتهما «قصر النيل» و«حديقة الأندلس» وبعد 50 سنة فراق «فاطمة»: لما عينيّا بتقابل عينين «أحمد» بتقول له «بحبك»

كتب: روان مسعد -

11:17 ص | الأربعاء 13 فبراير 2019

جمعتهما «قصر النيل» و«حديقة الأندلس» وبعد 50 سنة فراق «فاطمة»: لما عينيّا بتقابل عينين «أحمد» بتقول له «بحبك»

"زمان الحب كان عادي".. بدأت فاطمة عبدالسلام حديثها عن فترة شبابها بتلك الجملة التي ربما تعكس معنى مخالف للمعتقدات الحالية، فالعصر يتسم بالحريات وإعلان الحب أصبح أكثر انتشارا من ذي قبل، لكن المعنى الذي ذهبت إليه الجدة فاطمة عبدالسلام، هو أنه كان أكثر سهولة، تفكير الفتيات والمراهقات حينها كان حول "الحب" نفسه، لم تذهب أيا منهن إلى البحث عن المادة والسيارة والشقة ومكان السكن.

تقول فاطمة، "بنتجوز في شقة إيجار، بس الإيجار زمان كأنه تمليك، ومش لازم عربية المواصلات كلها فاضية، مكنش في شقق في أماكن بعيدة كلنا نسكن جنب بعض، ومكنش في مناطق شعبية البنت تخاف تروحها لوحدها"، هكذا ركزت الفتيات على الشخصية وتبادل الحب والمشاعر دون التفكير في أمور مادية، فاطمة كلما تذكرت حبها الأول، تذكرت معه كيف طاف بخيالها كونها أما لأطفاله، ترعاهم وتنتظره يعود من المنزل، أحلام توقفت بعد فسخ الخطوبة.

حبت فاطمة والتي تبلغ من العمر 72 عاما، ابن عمها، جمعتهما صداقة قوية وليالي مذاكرة ومشاوير الجامعة، وافق والدها على الخطبة سريعا، فهو نجل شقيقه، كما لن يغالي عليه في المهور والطلبات، لازمها أحمد عثمان، الطبيب البيطري، في جامعتها بينما كانت تدرس الآداب، وتعرف إلى صديقاتها وأصدقائها، كان مجتمعهما مشتركا، حتى ظنت بأنهما لن يفترقا يوما، "بس للأسف مفيش حاجة بتدوم، حصل إني كنت بجهز شقتي معاه، واختلفنا كتير".

كثرة المشاكل بينهما، أدت إلى نشوب خلاف بين الأسرتين، وما أزم الأمور انقسام العائلة بين أبو فاطمة وعمها، "مفيش حاجة تكسر البنت قد أنها تبعد عن اللي بتحبه غصب عنها"، ثورة قامت بها الفتاة العشرينية وقتها بسبب تصميم والدها على فسخ الخطوبة، تركت المنزل وذهبت لبيت خالتها، استضافتها 3 أشهر في مساعدة منها في الضغط على والدها لترجع لخطيبها مرة أخرى، دون جدوى، ظل الأب مصرا على فسخ الخطبة.

أدت المشاكل إلى قطيعة بين الأسرتين، لم تنفك فاطمة عن مقابلة أحمد خلسة، التقيا على كوبري قصر النيل، الذي شهد على تمسك الحبيبين ببعضهما البعض، تناولا الطعام على حشائش حديقة الأندلس في قلب وسط القاهرة، أوصلها سيرا إلى بيتها في العباسية، "مكنتش بحس بوقت ولا تعب معاه"، عاود ابن العم التجربة مرة أخرى، ذهب لأبيها يخطبها، لم يتنازل عن حبه ليصدمه الأب، "لو رجعنا للمشاكل دي تاني هخسر أخويا، يرضيك تخسر أخوك؟ دلوقتي في زعل وهيروح لحاله، وربنا يوفقك مع حد غير بنتي".

دخلت فاطمة في حالة نفسية سيئة، ذهبت على إثرها للمستشفى، لكن أبيها لم ينصاع أو يرضى على إتمام الزيجة، انفصلا، تزوجت فاطمة وتزوج أحمد، عاشا حياة مختلفة، متفرقة، لم تجمعهما فيما بعد سوى المناسبات العائلية التي توجب عليهما الالتقاء، "لما بشوفه في كل مرة عينه بتقولي بحبك، وأنا بعيني بقوله بحبك، الحب مختلف عن العلاقة الزوجية على فكرة"، أنهت فاطمة حديثها باكية، رغم أن لديها 4 من الأبناء و6 أحفاد، بينما احتفظ الأب بعلاقة جيدة مع أخيه طوال سنوات، وحرص الشقيقين على عدم التقاء الحبيبين طوال العمر.