رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هو

"عماد".. ظل على العهد ولم يتزوج وفاء لـ"حكمت": "القدر جمعني بيها بعد سنين"

كتب: روان مسعد -

11:19 ص | الأربعاء 13 فبراير 2019

حكاية

يخرج عماد سالم، من جيب قميصه الأمامي عدة صور لفتاة واحدة في أعمار مختلفة ويقول: "دي لما كانت بتحبني، ودي لما كبرت شوية وهي أم، دلوقتي لما بقت جدة"، لم يكف يوما عن حبه لها، ظل هكذا طوال سنوات، يحتفظ في قلبه بالذكريات والحب والأشواق، لم ينقطع يوما عن السؤال عن حبيبته التي لم يمهله القدر العيش معها تحت سقف بيت واحد، تعرف عليها لأنها جارته، سكنت في بيت تطل بلكونته عليه في نفس الشارع من الجهة الأخرى.

يتباهى "عماد" أن "الحتة كلها كانت عارفة بحبنا لبعض"، لم يخاف يوما أو يشعر بالعار تجاه الإحساس الذي ولد منذ كان مراهقا وكبر وشاخ معه حتى بعد تجاوزه الـ55 عاما، وقال: "دي بقى حكمت، أقولك حاجة، محبتش حاجة ولا حد في حياتي غيرها.. أنا حتى متجوزتش عشان بحبها"، كان الحب الطفولي هو المسيطر في فترة المراهقة، المقابلات والتلويح لبعضهما البعض من البلكونة، توصيلها سيرا إلى بيت خالتها وعمتها".

تخرج "عماد" وأصبح مهندسا في إحدى الشركات، موت والده بينما كان صغيرا، وقف حاجزا عن توفير مالا لازما للزواج بشكل سريع، تقدم لخطبة حكمت عبدالوارث، لكن ظروفها كانت مشابهة بسبب موت والدها، واضطرت والدتها لتربيتها وحيدة، لذا كانت تريد لابنتها زوج غني، ليوفر لها كل ما تريد ويفيض، "أنا مكنتش فقير خالص، بس مكنش لسه عندي شقة ولا عربية ولا فلوس محوشها"، رفض "عماد" أول مرة تقدم فيها، وتقدم الثانية والثالثة، ورفض.

والدة "حكمت" حينئذ أجبرتها على عدم رؤية "عماد" مرة أخرى، أصبح اللقاء مشوشا من البلكونة فقط، رغم ذلك لم يعرف اليأس طريقه لقلب الشاب، ظل يراقبها من بعيد، ويسأل القريب والصديق عن أحوالها، حتى جاء النبأ الذي فطر قلبه، خطبت حكمت وستتزوج في أقرب وقت، حاولت والدة عماد وشقيقته التخفيف عنه بعرض عليه أكثر من عروسة، فقد أصبح يمتلك شقة وسيارة ويمكنه الزواج من أي فتاة يرغب فيها، لكنه لم يفعل.

"في كل مرة بشوف عروسة، بلاقي حكمت فيها، قلت لا مش هظلم حد معايا، منهم واحدة استحملتني كتير، وقالتلي لو مش هتبطل تدور عليها فيا هتحبني أنا، ساعتها عرفت إنها مرض ملازمني طول عمري"، طوال تلك السنوات، أحب "عماد" حكمت وكان يحادثها من وقت لآخر تليفونيا، احتفظ معه بصورها في كل مراحل عمرها، وهي من جانبها لم تقطع حبل الوصال معه، وكان هو أول من ساندها عند موت زوجها، فلم يستطع أن يرى حبيبة عمره في ضيق حتى لو كان بسبب رجل آخر.

عندما تعرف على أبناء حبيبته كان سنه حوالي 45 عاما، وأصبح يودهم، ويسأل عنهم تليفونيا، تجاوز حبه الحد، وأصبح في موضع المسؤول عنها وعن أولادها، حضر لهم مناسبات مختلفة، من زواج وخطوبة، تمنى لو كان أبا لهم، لم يؤسس أسرة، لكنه اعتبر حبيبته هي كل دنياه، لا يزال يعيش الذكريات، ويصنع جديدة معها ومع أولادها بشكل أكثر إنسانية ومسؤولية عن ذي قبل، ورغم أنه لم يتزوجها أمهله القدر فرصة أن يكون بجانبها من جديد، هكذا عاشت قصة حبه.