رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

موضة وجمال

50 سنة حب.. "ثريا" تمسكت بالعادات والتقاليد حتى تزوجت من "سعيد": "لازم يدخل البيت من بابه"

كتب: روان مسعد -

11:13 ص | الأربعاء 13 فبراير 2019

الحب في الزمن الجميل

ميزتها ضفائرها الطويلة السميكة، وهي تلعب "الأولى" أمام بيتها في غمرة، كانت تبلغ من العمر 16 عاما حينها، لفتت نظر محاسب شركة المياة الذي كان يمر يوميا وهي تلعب مع بنات خالتها وعمتها، بدأ كل يوم في النظر إليها علها تلتفت، ومحاولاته باءت بالفشل رغم تكرار التجربة أكثر من مرة، فهو يكبرها بـ10 أعوام، ورغم طفولتها التي طمستها أنوثة مبكرة، فتن سعيد عبدالحفيظ، بابنة الـ16 عاما ثريا بدر، وقرر أن يتزوجها.

حاول الشاب العشريني التحدث مع الفتاة المراهقة أكثر من مرة دون جدوى، فقد قررت ألا تستلم لتلك المحاولات، تعاليم الأم والخالة تنم عن أم: "البنت المحترمة متردش على ولد غريب ولا تكلمه، لازم يجي لباباها يقوله إنه عايز يكلمها وباباها لازم يوافق"، طبقت "ثريا" هذا المبدأ على علاقتها بـ"سعيد" ورغم تكرار المحاولات وكتابة الجوابات، رفضت رفضا قاطعا، ولم تستسلم يوما لأخذ الجواب الذي كان يحمله يوميا في يديه علها تلين في أي مرة.

لم يجد "سعيد" الذي يبلغ من العمر 80 عاما حاليا، مفر من التقدم لخطبتها، وذهب لبيتها، ودخل البيت من بابه كما أوصتها أمها، تقول "ثريا": "اليوم ده كنت هموت من الفرحة كنت مستنياه يجي وبدعي ربنا كل يوم انه يكون عايز يتجوزني بجد ومش مجرد شاب كدة شاف بنت فعجبته وخلاص"، قرأ "سعيد" الفاتحة في يومها، وشعرت الفتاة بأنها أصبحت ملكه بالفعل، وهو بالتالي ملكا لها، زوجا وسكنا طوال العمر، لن تفرقهما الظروف مهما قست.

تروي ثريا أول مكالمة تليفون حدثت بينهما في ليلة قراءة الفاتحة، أول كلمة سمعتها من الطرف الآخر كانت "بحبك، دوختيني"، وكانت تلك الجملة كفيلة بأن تقلب حياتها، لم تنساها يوما واحدا، وكانت على وشك أن تفقد الوعي من شدة الفرحة، تسارع دقات قلبها، وإحساسها بتدفق الدم إلى الأوردة، جلعها في قمة إحساسها بالحب، تروي، "متصدقيش لو حد قالك جواز الصالونات مفيهوش حب، أنا معشتش الحب بجد غير بعد ما دخل بيتي".

حرص "سعيد" أن يهدي لـ"ثريا" كافة الجوابات التي كتبها لها قبل الخطوبة، اطلعت عليها وقرأتها بقلبها، وكذلك قصاصات الورق التي دون عليها رقم تليفونه أثناء محاولاته المستمية كي يتعرف عليها دون جودى، قصة الحب ظلت تكبر بين الحبيبين، من قراءة الفاتحة للخطوبة رسميا وحتى كتب الكتاب، اختارا سويا عفش شقتهما، والملابس، شهدت محلات وسط البلد على أول "مسكة إيد"، بينهما أثناء التجهيز للزفاف، كما شهدت على شجارات عدة بسبب الاختلاف على الأذواق المعتادة بين الزوجين.

تبلغ الآن "ثريا" من عمرها 70 عاما، لكنها لا تزال تتذكر كافة تفاصيل قصة الحب المبكرة مع زوجها الحالي "سعيد"، قصة حب عاشت ما يزيد عن 50 عاما، أثمرت عن إنجاب 7 من الأبناء، و15 حفيدا، بل بدأ العشيقان في رؤية أبناء أحفادهما، لم تسر وتيرة الحياة معهما مستقيمة بالطبع، بل شابها كثير من المشكلات والإخفاقات، فقد ترك "سعيد" بيته عدة سنوات للعمل في الخارج، اضطرت فيها "ثريا" لأن تربي أولادها بمفردها، لكن سرعان ما عاد سعيد لبيته مرة أخرى.

يعيشان اليوم مع الأحفاد والأبناء، يملئون عليهما الحياة بهجة وحب، يقصون عليهما يوميا طريقة التعارف التي حدثت منذ وقت طويل، وكيف عاشت على مر كل تلك السنين، وبدأت الجدة في تمرير نصائح جدتها وأمها للأحفاد، لا تزال تتمسك بالتقاليد والعادات، رغم إيمانها بالحب المطلق، إلا أنها ترى أنه يجب أن يحدث وفق أسس واضحة كي لا يحدث اختلال في المعايير، وخاصة المعيار الأخلاقي التي يجب أن تحكم كافة العلاقات الإنسانية وليست العاطفية منها فقط.