رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بالفيديو| سناء جميل ولويس جريس.. قصة حب هزمت "الجمود"

كتب: روان مسعد -

03:05 م | السبت 22 ديسمبر 2018

سناء جميل ولويس جريس

يظهر الحب في أبسط التفاصيل، في "مسكة إيد" واتجاه جلوس، في حضن عابر وثقته صورة، في نبرة صوت تتبدل عند الحديث عن الطرف الآخر، لفتات بسيطة تثبت وتكمل وتربط أواصر المحبة، وهو ما ظهر جليا في الصور التي جمعت الصحفي العاشق، والفنانة المحبة، في لقاءات تليفزيونية تحدثا فيها عن بعضهما البعض، وفي رسائل شاركا الجميع فيها. 

استطاع لويس جريس أن يكافح كل جمود وقف في وجه حبه لسناء جميل، بداية من الديانة التي أرقت الطرفين، وارتضيا أن يتزوجا في مجتمع ملئ بعادات وتقاليد وحواجز لا يجب تخطيها أهمها الدين، مرورا بقرار عدم الإنجاب تنازلا عن رغبة سناء جميل، وصولا لموت حبيبته وعشيقته، واضطراره أن يعيش في الوحدة مدة تخطت الـ15 عاما.

بداية القصة

في ديسمبر 1959، عزمت إحدى صديقات لويس جريس على حفل بمنزل سناء جميل، وكان اللقاء الثاني بينهما بعد أن التقاها صدفة في شارع شريف قبل عدة شهور، فقال "لويس" خلال استضافته في برنامج "سيداتي آنساتي"، المذاع على فضائية "دريم": "كانت حريصة تعرفني على سناء، الحاجة الغريبة في الليلة دي، إن سناء كل ما تيجي تكلمني تقولي يا أستاذ يوسف وقلتلها أنا اسمي لويس، استأذنت الساعة 12 إني لازم أروح وقامت سناء توصلني لحد الباب، وطلبت مني 3 تعريفة، قالتلي دول عشان تضربلي تليفون، وقالتلي رقم تليفونها"، ومن هنا بدأت الحكاية.

سنتان من الصداقة الشديدة، بين الكاتب الصحفي لويس جريس، والفنانة سناء جميل، متابعا: "عزمتها على الغدا عشان عيد ميلادها في إبريل، وقلتلها أنا عايش لوحدي وأنت عايشة لوحدك يلا نتجوز"، وفق ما رواه ببرنامج "8 الصبح" المذاع على "دي إم سي"، عقبه انقطاع عن الحديث لمدة تزيد عن الشهر، وبعد طابه المفاجئ، قالت له "سناء": "جنيهات فقط ثمن الدبل وننزل دلوقتي نشتريها من الحسين"، لكن العاشق كان أكثر عقلانية منها، فطلب منها التريث كي يكسر أول جمود يمكن أن يفرق بينهما قائلا: "حيلك حيلك، عشان أشهر إسلامي في إجراءات"، هكذا لم يتردد في تغيير ديانته للزواج من سناء جميل، لتفاجئه الأخيرة بأنها مسيحية مثله، ولا داع لتغيير الديانة، هكذا قرر العاشقان تكليل قصة الحب بزواج يدوم طيلة العمر.

 

الزواج وصراع الديانة

بعد حوالي أسبوع من "قعدة الحسين"، والتي عرف فيها "لويس" أن حبيبته مسيحية أرذوثكسية من ملوي بالمنيا، طلب منها أن يكون الزواج مدينا في الشهر العقاري طالما أنهما مسيحيان ولا يمكن أن يفترقا: "كان في دماغي لو متبسطتش والجوازة باظت نفشكل الموضوع ده، لكن سناء أصرت على الزواج في الكنسية"، منعهما وقتها "صيام العدرا"، فالكنيسة تمنع الزواج بهذا التوقيت.

وقرر العاشقان الزواج على طائقة أخرى، وذهبا للقس صاموئيل في كنيسة "بروتوستانت" بشبرا، فاستغرب القس السرعة في قرار الزواج، وكانوا يحاولون اللحاق قبل سفرها لمهرجان "روسيا" بعد عدة أيام، وبصحبة فايز جريس شقيق لويس المحامي، وآدم حنين الصديق، جاءت "سناء" إلى الكنيسة، ومرة أخرى يرفض القس الزواج، على "رؤوس الأشهاد"، فقال "لويس"، "طلعت على روز اليوسف اخدت وردية كاملة 35 بني آدم وأجرتلهم 7 تاكسيات، قلتلهم أنا مزنوق فيكم خلوا الجوازة دي تتم".

 

41 عاما من المودة وقصة عدم الإنجاب

رغم الزواج، والانتقال للعيش معا كمان تمنى "لويس" في بداية علاقتهما، إلا أن قرار الإنجاب، ووجود شخصا ثالثا معه لم تكن رغبة لدى سناء جميل، ومن أكثر المواقف التي أظهرت مدى الحب والمودة بين الزوجين، تنازل الزوج عن "حلم الإنجاب" طواعية لإرضاء زوجته: "سناء قالتلي أنا بحب شغلي جدا، وخايفة أكون زي نعيمة واصف جابت ولدين وبنت واعتزلت التمثيل، فأنا مش عايزة أعمل كدة، لأن أثناء الحمل وبعد الولادة مش هسيبه وأروح أمثل".

وافق "لويس" على طلبها، فهو رأى أنه لا جدوى من إنجاب الأطفال في الظروف التي كانت تعيشها البلد وقتها، وببلوغ سناء جميل سن كبير، اعترفت بغلطها، وأنه كان عليها أن تنجب أطفالا حينما كان هذا متاح في وقت مبكر من الزواج قائلة في تصريحات لها: "يعني لو كنا واحد ولا اتنين، كانوا وقفوا جنبي وأنا كبيرة في السن، لكن أنا مغيرتش وجهة نظري، اكتفيت بأولاد أخويا الكبير".

وفي لقاء تليفزيوني قديم مع المذيع والإعلامي مفيد فوزي، تحدث لويس جريس عن علاقته بزوجته وحبيبته سناء جميل، فقال إنها إذا قالت على نفسها مزعجة فعلى شريك حياتها أن يعرف سبب الإزعاج ويعالجه: "هي ست تشقى، ولا تعرف الاسترخاء، ولا تعرف كيف تستمع دون عمل، لازم تفصل تعيد ترتيب حاجة في البيت، وتفصل للجيران والأصدقاء، باستمرار يقظة وجادة"، كما تحدث عن هوسها بالنظافة والترتيب: "مربيالي الرعب في الحتة دي"، هكذا عاشا حياة زوجية هادئة وبسيطة، لكل منهما لمسته الرومانسية على الآخر، وانتهت بعد 41 عاما، في 2002 بموت سناء جميل.

 

16 سنة من الإخلاص وتبادل الرسائل بعد موت سناء

لعل أكثر ما أثر على لويس جريس هو رحيل رفيقة عمره، الذي اتفق معها على عدم الإنجاب، فكان طيفها هو الصديق والصاحب طوال 15 عاما، عاشها وحيدا، فقد ظل هذا العاشق محبا، ولم يكف عن إرسال نصوص تظهر حبه وأشواقه لها، ينشر بعضها عبر الـ"سوشيال ميديا" ليشاركها مع كل الناس، والبعض الآخر كان يحتفظ به لنفسه، فاستغل كل لقاء تليفزيوني كي يتحدث عن بداية الحب والزواج وتكليله بمودة، وكان آخر قبل رحيله:

"15 سنة ولازالتِ هنا.. ولازال عطرك يفيض من حولي ويملأ الأمكنة.. 15 سنة على رحيلك يا سناء.. 15 سنة ولازلت أذكر حنانك ودفء كفك حينما كان يربت على كتفي.. 15 سنة وما زلت أحكي لمن حولي عن عشقي لكِ.. وعن عدم وفائك بالوعد".

ورحل الفنان لويس جريس في 26 مارس من العام الجاري، ويوافق اليوم 22 ديسمبر ذكرى وفاة الفنانة سناء جميل.