رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حكاية نادية مراد.. من انتهاكات تنظيم "داعش" للفوز بجائزة نوبل للسلام

كتب: دينا عبدالخالق -

12:08 م | الجمعة 05 أكتوبر 2018

نادية مراد

أعلنت لجنة نوبل النرويجية منح جائزة نوبل للسلام لعام 2018 إلى الناشطة الإيزيدية العراقية نادية مراد والطبيب الكونغولي دنيس موكويجي، منذ قليل، على جهودهما الرامية الى وضع حد لاستخدام العنف الجنسي بوصفه سلاحا من أسلحة الحرب والصراعات المسلحة.

نادية مراد، لم تكن تدري الفتاة الإيزيدية المولودة في 1993 بأقلية الإيزيدين في قرية كوجو شمال العراق، أنها عندما تتجاوز العشرين عاما، ستشهد واحدة من أسوأ الأحداث الإرهابية في التاريخ، حيث شن تنظيم "داعش"، في أغسطس 2014، هجوما وحشيا ومنهجية على قرى منطقة سنجار بهدف القضاء على السكان الأيزيديين، ليذبح في قريتها مئات الأشخاص، فيما اختطفوا حوالي 3 آلاف من النساء والأطفال القصر، وأصبحوا كعبيد للجنس لدى الإرهابيين.

سٌلبت أحلام ابنة الواحد والعشرين عاما، في أن تواصل تعليمها بالمدرسة ثم الجامعة وخدمة بلدها، فضلا عن تكوين أسرة سعيدة، وفقا لحوراها السابق مع "الوطن"، لتتحول إلى واحدة من هؤلاء الأسري، بعد أن قتل أفراد عائلتها أمامها، لتتحول إلى ذكرى شديدة الألم في ذهنها، وتعرضت فيما بعد مرارا للاغتصاب وغيره من الانتهاكات الوحشية، التي وصلت لتهديدها بالإعدام إذا لم تحول إلى النسخة البغيضة من الإسلام واللانسانية التي يدعو لها "داعش"، ولكنها بعد كابوس استمر لثلاثة أشهر تمكنت أخير من الفرار، ووصلت إلى مكان أمن ثم تم ترحيلها إلى ألمانيا لمعالجتها من الأذى الجسدي والنفسي.

وبعد فترة قررت الإيزيدية أن تواجه العالم وأن تتحدث علنا عما عانته، وكشف حقيقة التنظيم الذي لا صلة له بالإسلام، وظهرت في عام 2016 بعدة مقابلات تلفزيونية ولقاءات دبلوماسية منها مجلس الأمن الدولي، لتحصل في ذلك العام على جائزة البرلمان الأوروبي "سخاروف" لحرية الفكر مناصفة مع مواطنتها لمياء حجي بشار.

وفي سن الـ23 عاما، أصبحت نادية مراد سفيرة للنوايا الحسنة الأولى بالأمم المتحدة لكرامة الناجين من الاتجار بالبشر، حيث إنها شاهد يحكي عن الانتهاكات المرتكبة ضد نفسها وغيرها، بإظهارها شجاعة غير معتادة في سرد معاناتها، كما ساعدت بطريقتها الخاصة على تسليط مزيد من الضوء على العنف الجنسي في وقت الحرب، بحيث يمكن مساءلة الجناة عن اعمالهم، فضلا عن رفضها قبول القوانين الاجتماعية التي تتطلب من المرأة أن تظل صامتة من الانتهاكات التي تعرضت لها، وفقا لبيان "نوبل".

التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي "مراد" في 26 ديسمبر 2015، ورحب بها في القاهرة، مؤكدا إدانة مصر القاطعة لكافة أشكال وصور الإرهاب والممارسات الآثمة التي يقوم بها "داعش" باسم الدين الإسلامي، فيما استعرضت الهجمات الوحشية التي تعرض لها الأيزيديون من قبل التنظيم، ثم التقت أيضا شيخ الأزهر أحمد الطيب، بالإضافة إلى لقاء عدد من الشخصيات البارزة بالعالم.

وفي يناير 2016، تم ترشيح نادية مراد لجائزة نوبل للسلام، باعتبارها رمزا للاضطهاد الذي تعرض له الإيزيديين وغيرهم من "داعش"، ولكن لم تتمكن من الحصول عليها، إلا حاليا في أكتوبر 2018.