رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"العيشة دون رجل لم تكسرني".. فاطمة تركها زوجها وتولت مسؤولية الزراعة

كتب: سحر عزازى -

01:44 م | السبت 22 سبتمبر 2018

فاطمة

تركها زوجها وفي رقبتها ثلاثة أطفال وفدان ونصف أرض، وذهب للزواج من أخرى قبل 15 عام، وجدت فاطمة عبدالسلام نفسها بلا سند تتحمل المسؤولية بمفردها وهي لا تفقه شيء عن الزراعة، ولم تخط قدميها أرض من قبل لا تعرف المحصول الصيفي من الشتوي.

تحكي أن زوجها كان يقوم بتلك المهام بمفرده دون حاجة لتدخلها، فضلًا عن أن والدها كان يرفض مشاركة الفتيات في الفلاحة قبل زواجهما بدأت "تخبط" تسأل هذا وذاك تستعين بخبرات جيرانها من الفلاحين، حتى كيفية الاعتناء بالأرض موعد زرع المحاصيل والطرق السليمة حتى لا يتلف، وأنسب طريقة للري ومن أين تبدأ حتى تجني محصول يطعم صغارها وينفق على مصاريف دراستهم.

وهبها الله قوة تفوق قوة الرجال تحكي أنها تعاملت مع الأمر وكأنه تحدِ عمرها غير قابلة للهزيمة أو التراجع فيه، قبل طلوع الشمس تذهب تسأل وتصبر وتغرز بيديها تحاوط أطفالها لحمايتهم تطمئنهم بأنها احترفت مهنة الزراعة عن جدارة، كانت تصطحبهم معها لمساعدتها: "بقيت بروي الأرض وأسد المقصر لما يتفتح من أي حتة وأمسك الشرشرة وأحش للبهايم، مكنتش أعرف أي خلفية عن الزراعة وبقيت أجدع من أي فلاح اتولد فيها".

سنوات من الشقاء جسدت حياة ابنة الـ43 عامًا، كانت بطلة جديرة بالاحترام والتقدير، علمت أطفالها وحولت البيت الذي كان مهلهل وآيل للسقوط مغطى بألواح خشبية وبعض أكوام القش، إلى بيت ذات ثلاثة طوابق يحمل شقق لولديها استعدادًا لزيجتهما: "كنت بشتغل في الأرض بإيدي وبطلع ولادي باليومية في أراضي تانية لحد ما بنتلهم بيت يتباهوا بيه".

ترى أن العيشة دون رجل لم تكسرها ولم تؤثر عليها ولم تضعف من قوتها، تحدت جميع العادات والتقاليد وبدأت تشتري المواشي وتربيها وتبيع حليبها وتدير المكن وتتابع عمليات جني المحصول: "مكنتش بعرف أحلب البهايم وكنت بخاف حتى أمسكهم دلوقتي كأني متربية وسطيهم".

جسد نحيل يتسم بالخفة والرشاقة تحتفظ به حتى الآن، يساعدها على إتمام مهامها اليومية بسهولة ويسر، تشتكي فقط من غلاء أدوات الفلاح مثل جرار الحرث الذي يتقاضى منها 150 جنيه في المرة الواحدة وشكارة الكيمياوي، التي تخطت الـ250 جنيه وصفيحة "الجاز" بـ110 جنيه، في حين أن المحصول لم يزد بالقدر المطلوب ليكفي احتياجاتها اليومية: "بعاني عشان مساحة أرضي صغيرة إيراد المحصول قليل، بس كله يهون عشان العيال".

الكلمات الدالة