رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

الأميرة نازلي صاحبة أول صالون ثقافي أسسته امرأة.. ومحمد عبده من رواده

كتب: آية المليجى -

05:04 م | الأربعاء 19 سبتمبر 2018

الأميرة نازلي فاضل

مع بداية الثمانينيات في القرن التاسع عشر، وداخل "فيلا هنري" خلف قصر عابدين، كان يتردد مشاهير السياسة والمجتمع آنذاك على أول صالون ثقافي أسسته امرأة، وهي الأميرة نازلي فاضل، ابنة الأميرة مصطفى بهجت.  

ولدت الأميرة نازلي زينب عام 1853، فهي ابنة الأمير مصطفى بهجت، شقيق الخديو إسماعيل، كانت تعتبر أول المصرية الوحيدة التي تتشبه بالأجانب، حيث كانت تختلط بالرجال ولا ترتدي الحجاب، حيث كان الزي المتبع في هذه الحقبة الزمنية. 

فربما الحياة المتنقلة التي عاشتها بين الآستانة وأوروبا كانت سببًا في هذه النشأة المختلفة، وترجع تفاصيل تنقل الأميرة نازلي حينما وقع خلاف شديد بين والدها الأمير مصطفى فاضل وشقيقه الخديو إسماعيل على نظام الحكم، حيث أهدى الخديو إسماعيل هدايا كثيرة للسلطان العثماني الذي غير نظام الحكم  إلى الوراثة بدلًا من انتقاله إلى أكبر الأعضاء سنًا، وبهذا انتقل الحكم إلى محمد توفيق عقب خلع والده الخديو إسماعيل عام 1879، وحرم الأمير مصطفى من حكم مصر. 

عاشت الأميرة نازلي تكن كراهية شديدة للخديو إسماعيل وولده محمد توفيق، حيث غادرت مع والدها الأمير مصطفى للإقامة بين الآستانة وأوروبا فتأثرت بالثقافة والعادات الغربية. 

عادت نازلي إلى مصر عقب انفصالها عن زوجها خليل باشا، وتفاعلت مع الثقافة المصرية حيث أرادت محاكاة الصالونات الأدبية التي رأتها في أوروبا، حيث ساعدتها الثقافة الواسعة التي كانت تتمع بها غير إجادتها للغات الأجنبية مثل: التركية والإنجليزية والفرنسية وغيرها من لغات عدة. 

فأسست الصالون الثقافي داخل قصرها الذي كانت تعيش فيه، واستقبلت فيه مشاهير المجتمع فكان منهم الشيخ محمد عبده وسعد زغلول وقاسم أمين وعبدالله النديم، غير أنها كانت تستبعد مصطفى كامل، حيث كان الصديق الودود للخديو عباس حلمي الثاني فكانت تصفه "آفاق يتاجر بالوطنية". 

فكان قاسم أمين من المترددين بكثرة على صالون الأميرة نازلي، حيث قدمه إليها الشيخ محمد عبده، فسرعان ما نال إعجابها بسبب أفكاره الخاصة بتحرير المرأة المصرية، حيث ألف قاسم أمين كتابه "تحرير المرأة" الذي طبع على نفقه الأميرة عام 1900.

وبحسب ما نشرته جريدة الوفد عام 2002، أن الزعيم محمد فريد من رواد الصالون الثقافي، فكثيرًا ما كان يتحدث عنها، حيث قال: "كانت لي بها صلة تعارف بسبب مهنة المحاماة وكلفتني بقضايا، ولما زورت تونس دعتني إلى دارها وأكرمتني، وإن كنا على طرفي نقيض في السياسة لكنها كانت تحترم آرائي وكانت تكره مصطفى كامل وتتهمه بالمتاجرة في الوطنية، وحضرت زواج ابنتي فريدة وزواج أحمد كمال ابن أختي".