رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

محاربات الأمازون.. قصة نساء أشداء في جيش "داهومي" رسخن للمساواة مع الرجل

كتب: وكالات -

01:57 م | الخميس 06 سبتمبر 2018

محاربات الأمازون

نشر موقع "بي بي سي" تقرير مطول عن "محاربات الأمازون" بمملكة داهومي، أو جمهورية بنين حاليا، اللاتي تصدين للجيش الفرنسي، وأسماهم الأوربيون بهذا الاسم نسبة إلى المقاتلات الشرسات في الأساطير اليونانية.

ويسرد المحرر تجربته مع محاربات الأمازون، في تقرير نشر على موقع "بي بي سي ترافيل"، داخل جريزة كريت قائلا: "في أحد المنازل بمدينة أبومي، عاصمة مملكة داهومي سابقا، والتي غدت اليوم مدينة حيوية جنوبي جمهورية بنين، قالت لي روبينيل، وهي شابة في منتصف العشرينيات هي ملكنا، وإلهنا، وسنجود بأنفسنا فداء لها، فقد كانت كانت روبينيل، أمينة السر، تتحدث عن جدتها التي تجلس على فراش في إحدى غرف المنزل، وكان رأس السيدة المسنة مزينا بتاج".

وقد أتيحت الفرصة لللمحرر وفق التقرير لإجراء مقابلة مع بعض أفراد العائلة الملكية بمملكة داهومي سابقا، وهن حفيدات الملكة هانجبي، التي أسست، كتيبة محاربات الأمازون.

ورثت السيدة العجوز عن جدتها الملكة إسمها وهيبتها لتبقى تجسيدا حيا لها، ويتولى رعايتها وخدمتها أربع محاربات يجلسن على سجاد على الأرض، في غرفة فسيحة، تتوسطها منضدة ومقاعد للزوار، وفي أحد الأركان يستقر تلفاز قديم بجوار خزانة صغيرة للمشروبات، وبدأت روبينيل وجدتها ما حدث منذ زمن في نفس البقعة من الأرض.

تأسست مملكة داهومي عام 1625 واستمرت حتى عام 1894 وهي إمبراطورية قديمة في غرب أفريقيا، وكانت محاربات الأمازون في الصفوف الأمامية للجيش، ولا تزال أطلالها باقية في جمهورية بنين الحديثة.

وضد الغزوات الأوروبية وغارات القبائل المجاورة عرفت المحاربات بالإقدام والبسالة في المعارك، وقبل سقوط المملكة في يد القوات الفرنسية عام 1892، في إحدى المعارك الفاصلة، كان جيش محاربات الأمازون يبلغ عدده 434 محاربة، لم ينج منهم إلا 17 محاربة فقط، تصدين للفرنسيين ببسالة.

اعتلت الملكة هانغبي العرش خلفا لشقيقها التوأم، أكابا، بحسب الأسطورة، فقد قضى أخيها نحبه فجأة في مطلع القرن الثامن عشر وبعد فترة حكم قصيرة، عزلها شقيقها الأصغر، أغاجا، واستولى على الحكم، ثم طمس جميع الآثار المتبقية من فترة ولاية أخته، لأنه كان يرى أن العرش لا يعتليه سوى الرجال، وداخل المتاحف في القصور الملكية توجد صولجانات برونزية حفر عليها اسم كل ملك من الملوك بحسب التسلسل الزمني، لكن لا أثر لصولجان الملكلة هانغبي.

محاربات الأمازون الأشداء لا يزلن يتناقلن إرث الملكة، واختلفت الروايات حول أصول الوحدات العسكرية النسائية التي لا تضم رجالا، البعض يصفهن بأنهن صائدات أفيال، ثم أصبحن صائدات بشر، غير أن الرواية الأكثر تداولا أن هؤلاء المحاربات هن حارسات الملكة هانغبي.

لم تلتحق محاربات الأمازون رسميا بصوفو جيش مملكة داهومي غير في فترة ولاية الملك غيزو من عام 1818 وحتى 1858، وجاء قرار الملك بضمهن بسبب قلة الأيدي العاملة بعد أن استنفذتها تجارة العبيد الأوروبية، وانضمام محاربات الأمازون لصفوف الجيش الرسمي لداهومي، رسخ لمبدأ الثنائية بين الرجل والمرأة في مجتمع يدين بديانة الفودو، وأصبح كل موظف حالي في بلدة بنين، توجد موظفة تقابله ولا تقل عنه كفءة وتعاونه في أداء مهامه سواء كانت سياسية أو دينية أو عسكرية.

تقل الروايات الموثقة عن محاربات الأمازون، إلا أن المستعمرين الأوربيين وتجار العبيد، وثقوا مغامرات ومواجهات لهم مع هؤلاء المحاربات، وفي إحداها وصف القس الإيطالي فرانشيسكو بورغيرو تدربيات الجيش الذي احتوى على آلاف النساء الحفاة، اللاتي يتسلقن أشجار السنط الشائكة، ولم تشعر أيا منهن بالألم، وكان هذا عام 1861، وبعدها في العام 1889، ذكر الفرنسي جين بايول، أنه شاهد إحدى محاربات الأمازون، وهي تقتل أحد الأسرى، بينما تمشي نحوه بزهو بالغ، ثم لوحت بسيفها عدة مرات وفصلت رأسه عن جسده، ثم ابتلعت الدم عن سلاحها.

يطلق المؤرخون في الوقت الحالي اسم "مينو" على محاربات الأمازون وتعني باللغة المحلية "أمهاتنا"، ويرى في هذا الصدد ليونارد وانتشكون أستاذ العلوم السياسية بجامعة برينستون ومسقط رأسة بنين أن تلك التسمية غير دقيقة ولا تصف الدور الذي تلعبه المحاربات بدقة في مجتمع داهومي.

وحديثا يقتصر دور محاربات الأمازون على المراسم الرسمية، والشعائر الدينية التي تترأسها هانغبي في المعبد المجاور لبيتها، وقد جرت العادة على أن كل ملك جديد عليه أن يبني قصرا بجانب القصر القديم، ويجعل القصر السابق له ضريحا، وتلك هي عادة المملكة الداهومية.