كتب: يسرا محمود -
03:52 م | الجمعة 31 أغسطس 2018
عينيه لم تبرحان وجه خطيبته، مُتأملًا ملامحها بعناية، فتزداد نبضات قلبه المُحب فرحًا، ليقطع المأذون وصالهما بالنظرات، بادئًا إجراءات عقد قرأنهما في منزل العروس بكفر الشيخ، وسط الزغاريط وترديد الحضور "بارك الله لكما وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير"، ليتحول الفرح والمباركات إلى دفتر عزاء بعد وفاة العريس "حمادة يحيى" بـ4 ساعات.
صدمة ووجع تملكت أصدقاء وأقارب الشاب العشريني، المذهولين من وفاته المفاجئة، ليروي صديقه "محمد عبد الخالق"، إنه تغرب في السعودية لمدة عام بحثا عن رزق حلال وتغطية تكاليف الزواج، ليحصل على إجازة من عمله بمجال الصيدلة لمدة شهر، للاستعداد لزواجه وقضاء شهر العسل مع حبيبته "وفاء حسنين"، ليسبقه الموت بزفه إلى السماء قبل جلوسه بجوار عروسه في "الكوشة".
الدعاء بالرحمة والمغفرة، لم يبرح ألسنة محبيه، متذكرين ذكرياتهم معه، فيعزيه زميله "شريف شكر" قائلا": "حمادة فعلا محدش ولا فيه حد زيه، كان طيب ونظيف وبار بأهله وراجل وجدع مع اصحابه، عاشرته من أيام الكلية وسافرت معاه السعودية، وماشفتش منه غير كل خير، كان بشوش والابتسامة دايما متفارقهوش اخر مرة كلمته كان فرحان أوي أنه نازل يتجوز لكن مكنش يعرف مصيره كده".
عمرة أهدائها صديقه "عبدالله فارس" بعد ساعات من معرفته بمفارقه الحياة، متوسلًا إمام الكعبة المشرفة بإبدال "حمادة" دارًا خيرًا من الدنيا، وإعطائه قصور بالفردوس الأعلى.
صديقات العروس يحاولن مواساتها على الجدران الإلكترونية في مواقع التواصل الاجتماعي، طالبن منها التسليم بقضاء الله والصبر على الابتلاء، واصفين زوجها بـ"عريس الجنة".