رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"متاهة الجنة".. إلحاح زوجة لـ تخزين البطاطس وراء كشف أثري كبير

كتب: روان مسعد -

04:38 م | الإثنين 30 يوليو 2018

صورة من المتاهة تحت الأرض

أرادت توسيا جابريان، حفر مخزن كبير للبطاطس تحت منزلها الموجود في أرمينيا، وطلبت من زوجها حينئذ ليفون أراكيليان، أن يقوم بهذا العمل في أسرع وقت، وافقها على الفور، وكانت لديه فكرة بسيطة عما يمكن أن يكشفه.

هذا الحفر تحول رويدا إلى أكبر كشف أثري له مكانة عالمية اليوم في قرية أرينج خارج العاصمة يريفان بأرمينيا، فهذا البيت البسيط القديم المكون من طابق واحد، ولم تطأه أقدام وقتها، تحول إلى واحد من أكبر المزارات السياحية في العالم، حسبما ذكر موقع "ياهو".

ترجع بداية المشروع لعام 1995، وبعد 23 عاما من الحب كما تسميها توسيا، وخاصة بعد موت زوجها، أصبحت هي أفضل مرشد سياحي في البرد والحر والهدوء لشبكة كبيرة من الأنفاق تحت الأرض، وهي أشبه بالمتاهة المزينة بالحلي والأعمدة الرومانية، على غرار الموجودة في الكنائس الرومانية القديمة، مربوطة جميها بسبع غرف. 

عرفت تلك الأنفاق بأنها إلاهية، وكما صرحت توسيا عن زوجها ليفون بأنه مجرد أن بدأ الحفر لم يستطع التوقف عن ذلك، بل كان الوقت يزيده إصرارا وأصبح مهووسا بخطته، يعمل لتنفيذها لمدة 18 ساعة يوميا، يتوقف فقط ليأخذ غفوة ثم يعود إلى العمل، واثقًا من أنه كان يسترشد "بالسماء"، ولم يطلع أحدا على خطته مؤكدا بأنه كان يرى الخطوة التالية في أحلامه.  تمكن ليفون من الوصول إلى مساحة تبلغ 280 مترا، على عمق 21 مترا في طبقات من الصخور البركانية باستخدام أدواته اليدوية، وسحب 600 شاحنة محملة بالصخور، باستخدام الدلاء المحمولة باليد فقط، توفي ليفون في عام 2008 بسبب نوبة قلبية وكان عمره آنذاك 67 عاما، لكنه كان قد دمر الجدار الأخير الذي يفصل بين الأنفاق.

وتخليدا لهذا العمل الكبير، الذي بدأ بمكان لتخزين البطاطس، بذل فيه ليفون كثير من الجهد، وبعد مرور عقد من الزمان على اكتماله، تدير توسيا متحفًا صغيرًا يحيي ذكرى عمل زوجها، الذي يظهر اليوم بشكل بارز في كتيبات السفر، ويستقبل بانتظام حافلات من الزوار.

الكلمات الدالة