رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

مزارعة بقرية النساء: "لو لم أكن متزوجة لقضيت بقية حياتي هنا"

كتب: أحمد العميد -

02:12 م | السبت 07 يوليو 2018

سهام علي

على بعد نحو مائة متر فقط وخلف أشجار الزيتون تنحنى «سهام على» بردائها الأزرق وشالها المطرز وهى تقبض على «كوريك» -أداة زراعية لحمل التراب- وتحرك به التراب فى الأرض لتجميعه حول بعض سيقان ثمرة الطماطم التى تبدأ فى النمو، لم تتوقف عن العمل رغم ذهابنا إليها ولم تفهم حديثنا، فالسيدة التى تبلغ من العمر 40 عاماً لم تتحدث سوى اللغة الكردية، فجميع النساء والفتيات الموجودات فى القرية هن كرديات، ننتظر حتى تنتهى من عملها لنبدأ الحديث بعد أن حضر المرافق للترجمة، لتقول: «لن أترك القرية إلا وهى تعج بالفتيات والصبايا، ما راح يكون أصعب علينا من الجبهات، بناتنا حاربوا فلن يكون هناك أصعب من الحرب»، مشيرة إلى أن مهمتها فى القرية تتلخص فى أعمال الزراعة التى تعلمتها حديثاً، حيث كانت تعمل بالرعى مع زوجها وبناتها الست، لكن الحرب لم تتركهن فقد أخذت منها 3 فتيات فى قوات حماية المرأة الكردية، بينما لديها 3 فتيات أخريات يعشن معها وزوجها فى إحدى القرى المجاورة.

وتضيف «سهام» أنها أقنعت زوجها بالعمل معها فى القرية حتى تدشين القرية، حيث تقوم هى وزوجها بالمناوبة على حراسة البوابة ليلاً ومع عدد من الفتيات أيضاً، مشيرة إلى أنها لو لم تكن متزوجة لكانت انخرطت فى هذه التجربة التى تراها مناسبة لتثبت للعالم أن النساء قادرات على العيش وحدهن، بقولها: «لو ما كنت متزوجة لكنت معهن فى القرية طوال حياتى، وإذا كانت بناتى يثبتن أنهن أحرار ويقاتلن الدواعش، فأنا وبناتى نثبت أننا قادرات على تخليص العالم من الإرهاب والعيش وحدنا فى سلام من دون مساعدة»، مشيرة إلى أنها تقوم بزراعة البصل والثوم والكثير من الأصناف بالإضافة لتربية الدواجن والأغنام حتى تؤسس حظيرة توفر الألبان للأطفال أبناء النساء اللواتى سيلتحقن بالقرية، وكذلك البيض من الدجاج، مؤكدة أنه بمرور الوقت لن تحتاج القرية للمجتمع الخارجى.