رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هو

أحد سكان القرية المجاورة لـ"جن وار": أتمنى العيش في عزلة مثلهم

كتب: أحمد العميد -

01:59 م | السبت 07 يوليو 2018

نساء في القرية

لا يزال هناك نشاط محموم على الجهة الشرقية من القرية فلا تزال مجموعة من العمال الذين يعملون فى الوحل لصبه فى قوالب خشبية، هذه القوالب الكبيرة هى التى تبنى منها المنازل فى القرية، بينما ينهمك أحد الرجال وهو يجلس القرفصاء فى تشكيل تمثال من الطين، لم يكن هذا الشاب من أحد العمال المأجورين لإنجاز بناء المنازل المتبقية كما ظننا فى البداية، بل هو أحد الجيران الذين يسكنون قرية عطيشان الملاصقة لـ«جن وار»، يدعى حميد على خليف، 25 عاماً، جاء لمساعدة الفتيات فى قرية المرأة وتقديم هدية لهن من خلال استخدام هوايته فى تشكيل التماثيل، بالاقتراب منه اتضحت ملامح التمثال الملقى أمامه وهو يقوم بتشكيله بيديه ورش على بعض أجزائه المياه لكى يتمكن من تشكيل ملامحه كما يريد، إنه تمثال لسيدة تحمل رضيعاً لا يزيد طوله على 35 سنتيمتراً، لكنه يعد بتشكيل تمثال كبير يتم وضعه فى منتصف القرية، معلقاً: «أنا جارهم ولما أكون فاضى آجى أساعدهم فى عمل طوب ونقله من مكانه إلى مكان المنازل، أنا بدى أساعد الناس، أى حد محتاج مساعدة أنا أساعده».

ويشير «حميد» الذى يتحدث العربية جيداً، إلى أن القرية منذ أن بدأت فى البناء وهو يرى فيها مشروعاً كبيراً وحياة جديدة ستكون مختلفة للفتيات والسيدات، وأنه كان يتمنى أن يعيش هذه العزلة عن المجتمع والعيش فى الحياة البسيطة البدائية التى لا تقع تحت سلطة المجتمع أو سلطة أفراد وضغوطات الحياة، معلقاً: «يعنى كنت أتمنى أعيش متلهم لكن ما يصير»، مشيراً إلى أنه كان يدرس الحقوق فى دير الزور لكن الحرب دمرت كل مستقبله، وأصبح يعيش فى قريته مزارعاً وقضت على رغبته فى إكمال مستقبله على النحو الذى خطط له، قائلاً: «الحرب دمرت المستقبل اللى كنت بريده وما عاد لى أمل وبدى أعيش وحدى متل هون».