رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

مسئولة الإعلام بقرية المرأة: "لا مكان للرجال والعلاج بالطب البديل"

كتب: أحمد العميد -

01:50 م | السبت 07 يوليو 2018

مايا

لم تكن فكرة إنشاء قرية للمرأة حديثة العهد بل كانت الفكرة موجودة منذ سنوات طويلة، حيث استوحت منظمات نسوية فى شمال سوريا فكرة القرية من كتابات عبدالله أوجلان -مؤسس حزب العمال الكردستانى- الذى كرر فى كتاباته أن المرأة كان لها الدور الأساسى فى المجتمعات البدائية وإدارتها، فجاءت فكرة بناء القرية كتجربة لمحاولة الحياة الطبيعية بعيداً عن التطور التكنولوجى والقوانين الوضعية والأنظمة الرأسمالية التى تستهلك الإنسان وتحوله إلى سلعة وآلة، بحسب قول مايا حسن، فى العقد الثانى من عمرها، هى هنا فى القرية تعمل كمسئولة للإعلام تأتى كل يوم لتحصل على مجموعة من الصور وتسجل كل مرحلة تمر بها القرية لوضعها فى أرشيف خاص بالقرية، توضح أن القرية لم تقتصر على الفتيات الكرديات فقط، بل ستفتح أبوابها للنساء من كل المكونات، بل إن القرية لا تزال فى طور بنائها وسيتم افتتاحها واستقبال السيدات بعد الانتهاء من أعمال البناء وتجهيز القرية.

وتضيف «مايا» الفتاة الكردية من مدينة المالكية -أقصى الشمال الشرقى لسوريا- أن القرية لن تزيد على 30 منزلاً وأن المنازل قسمت فى مساحتها ما بين صغيرة ووسط وكبيرة، والمنازل الكبيرة تضم 4 غرف، بينما المتوسطة 3، أما الصغيرة فغرفتين فقط، مع صالة فى كل منزل، موضحة أن القرية سيقام فيها مستشفى خاص بالطب البديل -طب الأعشاب- ومدرسة لتعليم أبناء النساء اللواتى استشهد أزواجهن ولديهن أطفال، بالإضافة إلى أكاديمية للعلوم النسائية يتم فيها تدريس تاريخ المرأة وبطولاتها على مدار التاريخ، بالإضافة إلى متحف يضم كل ما يتعلق بتاريخ المرأة من أعمال وصور وقطع أثرية وستُلهم المرأة الساكنة فى القرية الطرق التى يجب أن تعيش بها، مؤكدة أن المنخرطات فى التجربة سيعتمدن فى الاقتصاد على ما ينتجنه بأنفسهن وما يزرعنه وينتجنه من الأعمال اليدوية والحرف التى يعملن فيها، لأن القرية لن تضم فقط منازل ومدرسة ومشفى، بل ستضم محالاً أيضاً للخياطة ولعمل المنتجات اليدوية والألبسة، وسيكون لها منفذ لبيعه للقرى المجاورة، ويتم استخدام الأموال التى تجمع فى الإنفاق على القرية وتلبية احتياجاتها التى لا يمكن توفيرها داخل القرية.

وعن إمكانية وجود الرجال داخل القرية، تشدد «مايا» على أنه لن يكون هناك مجال للرجال فى القرية بعد الانتهاء من إقامتها، لكن لاحقاً سيظهر بعد سنوات طويلة فى القرية رجال، وهم أطفال النساء اللواتى جئن مع أطفالهن، حيث سيكبر الأطفال فى هذه القرية، وسيكونون متفهمين للذهنية الجديدة والدستور الذى وضعناه فى القرية بعيداً عن سلطة الذكر وذهنيته التى تستعبد المرأة وتراها جسداً ومتعة وسلعة، موضحة أنه بعد الانتهاء من عمل القرية سيفتحن الباب أمام النساء اللواتى يردن هجرة المجتمع للعيش هنا بالقرية، وستكون الأولوية لأرامل الشهداء فى الحرب والنساء الأكثر فقراً واضطهاداً من مجتمعهن.

وتضيف مسئولة الإعلام بـ«جن وار» أن القرية تحصل على الأموال من خلال الإدارة الذاتية التى تدير الحكم فى شمال سوريا، ولم تقبل أى أموال من المنظمات النسائية التى تأتى لزيارة القرية، متوقعة أن تمتلئ القرية بمجرد فتحها أمام النساء، مبررة ذلك بأن النساء عانين من اضطهاد وحرمان من الحقوق قبل الثورة، ولكن الآن ستكون أمامها الفرصة لتختار الحياة التى تريد أن تعيشها.