رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"الطفل فيلسوفا".. ندوة بالمجلس العربي للطفولة

كتب: هدى رشوان -

09:07 م | الأربعاء 29 نوفمبر 2017

صورة أرشيفية

عقد المجلس العربي للطفولة والتنمية بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة اليوم الثلاثاء، ندوة "الطفل فيلسوفا"، كان المتحدث الرئيسي لها الدكتور الفيسلوف مراد وهبه، وحضرها نخبة من المثقفين والمفكرين المعنيين بقضايا الطفولة والتنمية والثقافة والتنشئة، وذلك بمقره بالقاهرة.

وافتتحت أعمال الندوة بالوقوف دقيقة حدادا على شهداء حادث مسجد الروضة الإرهابي، والذي شهدته مصر مؤخرا وراح من بين ضحاياه ما يقرب من 30 طفلا.

 

وقدم الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية في بداية الندوة تحيات الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس المجلس، مشيدًا بدور سموه الذي كرس حياته من أجل التنمية، وأسس ورعى أكثر من 7 مؤسسات تنموية في مجالات الطفولة والمرأة والتعليم والمجتمع المدني والتمكين الاقتصادي، وكلها تحمل لواء التنوير وتنمية الإنسان.

كما أعرب عن سعادته باستضافة الفيلسوف الكبير الدكتور مراد وهبه الذي حمل لواء التنوير في مواجهة فكر الإرهاب منذ أكثر من نصف قرن، كما رحب بالدكتور حاتم ربيع أمين عام المجلس الأعلي للثقافة وبالشراكة في عقد هذه الندوة مع المجلس ومثمنا الدور الداعم لوزير الثقافة المستنير حلمي النمنم.

كما قدم الدكتور حسن البيلاوي فكرة عن النموذج الذي يتبناه المجلس العربي للطفولة والتنمية في إطار خطته الاستراتيجية لتنشئة الطفل العربي، والذي يقوم على تطور ثلاثة مسارات فكرية وتنموية مر بها المجلس قامت على اتباع النهج الحقوقي، ونهج المشاركة والتمكين، ونهج بناء الوعي، وصولا إلى مفهوم تربية الأمل كنموذج شامل يهدف إلى تنمية وعي الطفل وإيقاظ ذاته المبدعة، وإطلاق طاقاته الإنسانية الخلاقة، وبناء قدراته، لمساعدته على العيش الكريم بما يحقق المواطنة الإيجابية، وتمكينه من مساعدة بلاده العربية في الإنطلاق نحو تأسيس مجتمع المعرفة.

كما تحدث الدكتور حاتم ربيع أمين عام المجلس الأعلى للثقافة معربا عن سعادته بهذا الملتقى الثقافي الفكري ليقدم فكرا واعيا من أجل الطفل العربي، فالاهتمام بطفل اليوم هو اهتمام بمستقبل الأمة العربية، وأن قوام الأمة أطفالها وعماد المجتمع شبابها، مضيفا بان رقي الأمم في الفكر الرشيد والعزم الشديد والرؤية الثاقبة والشخصية الواضحة ولن يتحقق ذلك إلا بالتربية الفكرية والسعى إلى الاستقلال الفكري.

 

كما أشار د.حاتم ربيع إلى أن أطفالنا هم الثروة الفكرية للوطن، ومن أجل طفل فيلسوف ومفكر فإنه يجب الاخذ ببعض المحاور في مقدمتها الاهتمام به بوصفه إنسانا مفكرا وعقلا مدبرا، والعمل على إعلاء قيمة الحوار وغرس ذلك منذ طفولته، بما يسهم في تشكيل شخصيته، ليكون باحثا عن كل جديد وجبد، ودافعا لفكرة العنف، ومواجها للأفكار الظلامية. وشدد في نهاية كلمته بالحوار مع أطفالنا الذي لن يتأتي إلا بخلفية ثقافية واعية يشارك فيها مؤسسات تعليمية وثقافية.

اما الدكتور مراد وهبه فقد تحدث عن الرأى الشائع من أن يكون الإنسان فيلسوفا أو متفلسفا إلا بعد معاناة مع الموروث وما تفرزه من أفكار ناقدة، إلا أن هذا الأمر يحتاج إلى مراجعة، فكما قال أرسطو أن الناس يشتهون المعرفة والحواس تمتعهم بذلك، خاصة حاسة الإبصار.. لأنها الحاسة الأكثر اكتسابا للمعرفة، كما وأن الدهشة هى اساس التفلسف، وعليه فإن الطفل يولد متفسلفا من خلال تلازم احساس البصر والدهشة، فهو يصرخ ليس بسبب الألم إنما بسبب التناقض الذي ولدته الدهشة مع الابصار لعالم مغاير يشعر فيه بعدم الأمان بعد خروجه من رحم أمه، فالطفل اذن في حالة دهشة أى في حالة تفلسف، وان التفلسف عملية ملازمة لعقل الطفل.

واستطرد قائلا ماذا نفعل بالطفل بعد ذلك؟.. فإننا نرتكب جريمة من خلال قتلنا لدهشته وادخاله في نسق مغلق يرتكز على الموروث، فتتواري الدهشة ويمتنع التفلسف ومن ثم يمتنع الإبداع. ومنوها بأن الطفل اذن منذ البداية متجه نحو الإبداع ولكنه يتجه ايضا نحو إبطال هذا الإبداع ،من خلال الاعتماد على ثقافة الذاكرة القائمة على الحفظ والتلقين وعدم إعمال العقل

والاعتماد في تعليم الطفل على المستوى الحسي بدعوى أنه التجريد عملية يصعب على عقل الطفل أن يرقى إليها في بداية تفكيره.

وقد أكد المشاركون من خلال مداخلاتهم على أهمية تنمية الإبداع لدى الأطفال بعيدا عن التلقين والإملاء والعقاب واتاحة الفرصة لإعمال عقله، وذلك من خلال العمل على تغيير النسق التعليمي القائم وبما يسهم في إيجاد جيل متفلسف للارتقاء بالحياة مواجه للفكر الارهابي، وطالبوا بأهمية تبني مشروع قومي تنفذه الوزارات المعنية بما في ذلك وزارة الثقافة، لمواجهة الفكر الارهابي المتفشي حاليا والعمل على إشاعة التنوير وتنمية الفكر الابداعي.

يذكر بأن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة الندوات الفكرية التي يعقدها المجلس العربي للطفولة والتنمية ضمن خطته الاستراتيجية، بهدف إثراء الفكر والبحث العلمي في المجالات المتعلقة بقضايا الطفولة في البلدان العربية بدراسات ونتائج وتوصيات مبتكرة تتناسب مع متطلبات المجتمعات العربية والتحديات التي تواجهها، من أجل إعمال حقوق الطفل وتنميته وتنشئته.

وقدم الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية في بداية الندوة تحيات صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس، مشيدا بدور سموه الذي كرس حياته من أجل التنمية، وأسس ورعى أكثر من 7 مؤسسات تنموية في مجالات الطفولة والمرأة والتعليم والمجتمع المدني والتمكين الاقتصادي، وكلها تحمل لواء التنوير وتنمية الإنسان. كما اعرب عن سعادته باستضافة الفيلسوف الكبير الدكتور مراد وهبه الذي حمل لواء التنوير في مواجهة فكر الارهاب منذ أكثر من نصف قرن، كما رحب بالدكتور حاتم ربيع أمين عام المجلس الأعلي للثقافة وبالشراكة في عقد هذه الندوة مع المجلس ومثمنا الدور الداعم لوزير الثقافة المستنير الأستاذ حلمي النمنم.

كما قدم د.حسن البيلاوي فكرة عن النموذج الذي يتبناه المجلس العربي للطفولة والتنمية في إطار خطته الاستراتيجية لتنشئة الطفل العربي، والذي يقوم على تطور ثلاثة مسارات فكرية وتنموية مر بها المجلس قامت على اتباع النهج الحقوقي، ونهج المشاركة والتمكين، ونهج بناء الوعي، وصولا إلى مفهوم تربية الأمل كنموذج شامل يهدف إلى تنمية وعي الطفل وإيقاظ ذاته المبدعة، وإطلاق طاقاته الإنسانية الخلاقة، وبناء قدراته، لمساعدته على العيش الكريم بما يحقق المواطنة الإيجابية، وتمكينه من مساعدة بلاده العربية في الإنطلاق نحو تأسيس مجتمع المعرفة.

كما تحدث الدكتور حاتم ربيع أمين عام المجلس الأعلى للثقافة معربا عن سعادته بهذا الملتقى الثقافي الفكري ليقدم فكرا واعيا من أجل الطفل العربي، فالاهتمام بطفل اليوم هو اهتمام بمستقبل الأمة العربية، وأن قوام الأمة أطفالها وعماد المجتمع شبابها، مضيفا بان رقي الأمم في الفكر الرشيد والعزم الشديد والرؤية الثاقبة والشخصية الواضحة ولن يتحقق ذلك إلا بالتربية الفكرية والسعى إلى الاستقلال الفكري.

كما أشار د.حاتم ربيع إلى أن أطفالنا هم الثروة الفكرية للوطن، ومن أجل طفل فيلسوف ومفكر فإنه يجب الاخذ ببعض المحاور في مقدمتها الاهتمام به بوصفه إنسانا مفكرا وعقلا مدبرا، والعمل على إعلاء قيمة الحوار وغرس ذلك منذ طفولته، بما يسهم في تشكيل شخصيته، ليكون باحثا عن كل جديد وجبد، ودافعا لفكرة العنف، ومواجها للأفكار الظلامية. وشدد في نهاية كلمته بالحوار مع أطفالنا الذي لن يتأتي إلا بخلفية ثقافية واعية يشارك فيها مؤسسات تعليمية وثقافية.

اما الدكتور مراد وهبه فقد تحدث عن الرأى الشائع من أن يكون الإنسان فيلسوفا أو متفلسفا إلا بعد معاناة مع الموروث وما تفرزه من أفكار ناقدة، إلا أن هذا الأمر يحتاج إلى مراجعة، فكما قال أرسطو أن الناس يشتهون المعرفة والحواس تمتعهم بذلك، خاصة حاسة الإبصار.. لأنها الحاسة الأكثر اكتسابا للمعرفة، كما وأن الدهشة هى اساس التفلسف، وعليه فإن الطفل يولد متفسلفا من خلال تلازم احساس البصر والدهشة، فهو يصرخ ليس بسبب الألم إنما بسبب التناقض الذي ولدته الدهشة مع الابصار لعالم مغاير يشعر فيه بعدم الأمان بعد خروجه من رحم أمه، فالطفل اذن في حالة دهشة أى في حالة تفلسف، وان التفلسف عملية ملازمة لعقل الطفل.

واستطرد قائلا ماذا نفعل بالطفل بعد ذلك؟.. فإننا نرتكب جريمة من خلال قتلنا لدهشته وادخاله في نسق مغلق يرتكز على الموروث، فتتواري الدهشة ويمتنع التفلسف ومن ثم يمتنع الإبداع. ومنوها بأن الطفل اذن منذ البداية متجه نحو الإبداع ولكنه يتجه ايضا نحو إبطال هذا الإبداع ،من خلال الاعتماد على ثقافة الذاكرة القائمة على الحفظ والتلقين وعدم إعمال العقل

والاعتماد في تعليم الطفل على المستوى الحسي بدعوى أنه التجريد عملية يصعب على عقل الطفل أن يرقى إليها في بداية تفكيره.

وقد أكد المشاركون من خلال مداخلاتهم على أهمية تنمية الإبداع لدى الأطفال بعيدا عن التلقين والإملاء والعقاب واتاحة الفرصة لإعمال عقله، وذلك من خلال العمل على تغيير النسق التعليمي القائم وبما يسهم في إيجاد جيل متفلسف للارتقاء بالحياة مواجه للفكر الارهابي، وطالبوا بأهمية تبني مشروع قومي تنفذه الوزارات المعنية بما في ذلك وزارة الثقافة، لمواجهة الفكر الارهابي المتفشي حاليا والعمل على إشاعة التنوير وتنمية الفكر الابداعي.

يذكر بأن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة الندوات الفكرية التي يعقدها المجلس العربي للطفولة والتنمية ضمن خطته الاستراتيجية، بهدف إثراء الفكر والبحث العلمي في المجالات المتعلقة بقضايا الطفولة في البلدان العربية بدراسات ونتائج وتوصيات مبتكرة تتناسب مع متطلبات المجتمعات العربية والتحديات التي تواجهها، من أجل إعمال حقوق الطفل وتنميته وتنشئته.