رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هو

بالصور| مطعم فريق مطبخه من "الصم والبكم".. "فيهم أمانة مش موجودة عند حد"

كتب: نرمين عصام الدين -

09:06 م | الأحد 29 أكتوبر 2017

محل فريقه من الصم والبكم

في لافتة إنسانية، قرر محمد عرفات، الذي كان يعمل بـ"تصميم الجرافيك" في السعودية، الرجوع إلى مصر، وافتتاح مشروع تقوم موارده البشرية على فئة "الصم والبكم"، قبل 6 أشهر، كما يوضح مالك "المطعم" بمنطقة الجيزة.

شقيقه الأكبر بـ4 سنوات من تلك الفئة، ذو مؤهل متوسط، وكان يعمل لفترة في مجال الطبخ، لحبه وشغفه به، ما شجع "عرفات" على الاستعانة به، وإدارة "المطبخ"، لعمل أكلاته، بمذاقه الخاص، كما يقول عرفات.

ويوضح الشاب الثلاثيني، لـ"هن"، أنه كان يعمل لـ16 عاما في مجال التصميم والديكورات، وأن شقيقه هو المشجع الأول له، للاستثمار في تلك الفكرة.

مطبخ كامل، يشغله 12 فردا، من المؤهلات المتوسطة من فئة "الصم والبكم"، قرر "عرفات" الاستعانة بهم، بعد بحث وتريث.

ويقول إن المشروع كان يشغل تفكيره منذ سنوات، فشرع بتكوين فريق العمل، والمكون من فتاتين، و14 شابا، بالمطبخ، وأن هناك عددا من الأفراد يستطيعون التحدث، ووسطاء بين الزبائن، وأفراد المطبخ.

التواصل مع خلال "الإشارة بالعامية"، طريقة يتبعها "الوسطاء" والعاملون بالمطعم، في التعامل مع زملائهم من "الصم والبكم"، ما لا يجدون صعوبة في توصيل رسائلهم.

ويقول عرفات: "ممكن نوصل الرسالة من خلال تيكيت مكتوب عليه الوجبة لإحضارها، وممكن من خلال الإشارة التي تتوافق مع لغتنا العامية".

اختار عرفات هؤلاء "الوسطاء" على معيار واحد، من حيث قدرتهم على التواصل والتعامل فقط، موضحا أنهم غير دارسين لـ"لغة الإشارة"، وأنهم اكتسبوها بالتعامل والاحتكاك.

يقول عرفات إن التعامل بالإشارة ليس في حروف أبجدية، أو ترجمة كلمات بالفصحى بعينها، ولكنه بـ"العامية"، المرن والسهل فهمه لجميع عاملي المكان.

يصف عرفات عاملي المطبخ بأن "عندهم أمانة مش موجودة عند حد"، يظهر ذلك في أوقات غيابه بالمطعم، ولكنه حريص على التواجد بمعظم الأوقات لأن يتعامل معهم.

وأصر عرفات على الاستعانة بهم، رغم البعض الذي لا يمتلك خبرة في مجال الطبخ، ويقول: "هم عندهم طاقة إيجابية، ولو حتى معندوش الخبرة وبمجرد يتحط في الوضع اللي وظفته فيه، هينتج، لأنهم بيخافوا ربنا".

منحهم الثقة بأنفسهم، ودمجهم بالمجتمع، والتعامل معهم وليس إقصاؤهم، ما يوضحه عرفات، بهدفه، ويقول: "مش من الصح إننا ننظر لهم بأنهم في دنيا تانية".

اللافت أن الأكثرية من زبائن المكان، تعلموا الإشارة، وإرسال طلبهم بتلك الطريقة من التواصل، ويقول: "الزبون بدأ يستوعب ويتعلم الإشارة بتاعتهم، وبدأ يتعلم إشارة جديدة في كل مرة بييجي فيها".

"أنا فاتح المحل عشان أستثمر فيه مش عشان أكسب تعاطف الناس"، يقولها عرفات موضحا أنه لا يتمادى في التعامل مع نظرات التعاطف، وتشده مثيلتها ولكن من الإعجاب، ويقول: "والدتي هي الضهر والدعم الأكبر لنا".

الكلمات الدالة