"هوس نتف الشعر" هو مرض نفسي يعاني فيه المريض من عدم قدرته على التحكم في نزع شعر جسده وخاصة شعر الرأس.

رنا مندور فتاة شابة تعرضت لتجربة قاسية بسبب نتفها الدائم لشعر رأسها، تحكي عنها: "في أولى ثانوي بدأت أعمل فعل غريب ليا وكان أغرب بالنسبة للي حواليا إني أشد شعري وأمسك شعراية شعراية وخصوصا المجعدة وأشدها وأرميها الأول كان فعل ممتع ولعبة وبعد كده بدأت أشد أكتر ومابقتش أحس بالوقت يعني ممكن أقعد ساعة بشد في شعري الموضوع بدأ يزيد لحد ما بقى في فرغات في شعري الأول".

في البداية، لم تعرف رنا أن ما تتعرض له هو هوس نفسي موجود وله مراجع علمية تحلله وتشخصه، وفي إحدى المرات قرأت إحدى القصص في الجريدة تتحدث عن فتاة تنتف شعرها فأدركت وقتها أن تلك المأساة ليست خاصة بها.

رنا ذهبت إلى طبيب نفسي وكتب لها مهدئات لكن المشكلة لم تحل، وتكمل رنا: "الموضوع بدأ ينتشر في العائلة، مابخرجش ولا بروح تجمعات وفي المدرسة دايما لابسة كاب ولما حد بيزورنا بلف طرحة وأي حد يسألني إني عملت صبغة وشعري وقع".

العائلة لم تقتنع في البداية بالتفسير النفسي لما أصاب رنا "كانوا مقتنعين إن اللي حصل لي حسد ولازم أروح لشيوخ، ولو اتاوبت يبقى عندهم حق ده حسد أهو وبيخرج، وآخر قرار وصلوا ليه إنهم يحلقولي عشان ياخده شعري ويحطوا تحت عتبة باب جامع واللي رايح واللي جاي يخطي عليه".

رنا قررت أنها لن تذهب مرة ثانية لأطباء وقررت التواصل مع مجموعات دعم يعانون من نفس الهوس حتى تستطيع التغلب عليه، لكن إحدى صديقاتها من المهتمات بعلم النفس قررت أن تبدأ معها العلاج خطوة بخطوة، وتقول رنا "اتحسنت كتير مع العلاج وبقيت بشد شعري بدرجة أقل من الأول، وتواصلت مع مدرب نفسي بيتكلم عن الإدمان وشرح لي معلومات دقيقة عن هوس نتف الشعر وأسبابه وعلاجه".

رنا أكدت أنه بسبب رغبتها القوية في التغلب على المرض استطاعت من خلال الالتزام بالعلاج التخلص منه بعد 9 سنوات نتف في شعرها: "أنا صممت أتعالج وسمحت لنفسي إني أدور وما أخجلش من المجتمع اللي هو أصلا كان بينتقدني وبينتقد شكلي، انتقاد بس بدون مساعدة".

رنا وجهت رسالتها إلى كل من يعانوا من نفس الهوس "لما تسعى هتلاقي نتيجة، لازم تقاوح وتثبت وجودك وقيمتك بافعالك مش بكلامك وبس".