طفل يبدو بصحة جيدة، ولد بجسد كامل دون أي إعاقات أو تشوهات جسدية، لكنه مختلف في عقله، ولا أحد يعرف كيف أو لماذا، واحد بين كل خمسين طفلًا يولد مصابًا بـ"التوحد".

ورغم ما يعانيه هؤلاء الأطفال، وأهاليهم لم يجدوا من يحنوا عليهم ويخفف معاناتهم النفسية، بل اصطحبها أوجاع أخرى، بينها الاجتماعية والمادية.

يحكي محمد رمضان "مكوجي" "آدم عمره 4 سنوات وهو ابني الثاني، اكتشفت إصابته بالتوحد صدفة عن طريق تأخره في النطق وعدم تفاعله مع الناس، غير أخوه الكبير لما كان في نفس سنه تقريبًا، بدأنا نلاحظ الموضوع لما كان عنده 8 أشهر وأول مرة رحنا للدكتور وقال إنه عنده توحد كان سنة ونص".

وأضاف لـ"هن" "بدأنا نتعامل ونقرأ ونطبق أي معلومة نعرفها، المشكلة إننا كنا بنسيب الولد قدام التليفزيون كتير، ولما عرفنا منعناه تماما وبدأنا نوديه لجلسات تخاطب".

ويوضح "في البداية حاولت اللجوء إلى المستشفيات الحكومية الجلسة بـ20 جنيه بس ادونا ميعاد بعد 4 شهور، فاضطريت للمراكز الخاصة، والجلسة الواحدة 75 جنيه في الساعة 3 مرات في الأسبوع، في النهاية أنا مرتبي حوالي 2000 جنيه منهم إيجار ومصاريف البيت والحضانة وطبعا الأسعار كلها زادت وكل حاجة بقت غالية.. وأخيرًا لاقيت مركز كويس في إسكندرية عملولي تخفيض على جلسات تنمية المهارات".

وفي ذات السياق أوضح الدكتور جمال عطاالله، أخصائي تنمية المهارات، أن أسعار علاج التوحد تعتبر عالية نسبيًا عن أي مرض آخر، كونه علاج سلوكي ويحتاج إلى جهد كبير بجانب عدم توافر دعم كبير من الدولة للحالات التوحدية، مشيرًا إلى أن الجلسة الواحدة تبدأ من 50 جنيهًا للجلسة وتصل إلى 300 جنيهًا حسب المركز.

وأضاف عطا الله، لـ"هن"، أن متوسط تكلفة جلسات التوحد، تصل في السنة الواحدة إلى نحو 50 ألف جنيه مصري.