رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

أشجع فتاة في التاريخ.. "نيرجا بانوت" مضيفة هندية ضحت بحياتها لإنقاذ 400 شخص

كتب: امينة اسماعيل -

09:50 ص | الجمعة 31 مارس 2017

نيرجا بانوت

في ليلة وضحاها، أصبحت "نيرجا بانوت" مضيفة الطيران الهندية، أشجع امرأة في التاريخ، بعد أن تمكنت من إنقاذ حياة أكثر من 400 راكب على متن الطائرة المختطفة "بانام 73".

استعدت بانوت مضيفة الطيران المفعمة بالحماس للالتحاق بعملها في إحدى الرحلات المتجهة من مدينة كراتشي الهندية، إلى مدينة نيويورك عام 1986، لكن لسوء حظها تعرضت الطائرة للاختطاف من قبل أربعة إرهابيين.

فقامت نيرجا بإخفاء جوازات سفر ركاب الطائرة بعيداً عن أعين المختطفين، حين علمت أن المستهدفين هم الركاب الذين يحملون جواز سفر أميركي، وبمجرد اقتحام قوات الكوماندوز للطائرة قامت بدفع الركاب للخروج من البوابات الآمنة.

وبينما هي تقومبدورها البطولي، لقيت مصرعها وهي تحتضن ثلاثة أطفال رأتهم معرضين للخطر، حيث تلقت هي بدلاً منهم ثلاث رصاصات من قبل الإرهابيين، استقرت بجسدها، لتلقى حتفها في الحال.

ولدت نيرجا في السابع من سبتمبر عام 1963، في مدينة شانديجار الهندية، والدتها راما بانوت، مدرسة بالمدرسة المحلية، التي تم تسميتها في ما بعد باسم نيرجا، ووالدها الصحافي الهندي الشهير هريش بانوت، اشتُهر بشجاعته وجرأته، كما كانت ابنته نيرجا بانوت من بعده، نشأت بطبيعة حساسة ومشاعر رقيقة وروح جميلة انعكست على جمال وجهها.

تزوجت عام 1985 وسافرت مع زوجها إلى منطقة الخليج، ونظراً للظروف المالية التي كان أهمها المهر الذي يجب عليها هي دفعه - حسب تقاليد الهند - عادت بعد شهرين من الزواج وواجهت العديد من المصاعب والمشكلات لإنهاء الزواج.

وبدأت نيرجا حياتها العملية كعارضة أزياء، حيث كان يستهويها العمل في هذا المجال، وقامت بالترويج للعديد من المنتجات، لكنها بعد ستة أشهر قررت ترك العمل بسبب النظرة الدونية للمجتمع الهندي لهذه الوظيفة.

في عام 1985 تقدمت نيرجا للعمل في شركة بانام الهندية مضيفة طيران، بعد ذلك اتجهت للتدريب ستة أشهر في ميامي مع عدد كبير جداً من المتدربين، وتبدأ العمل مطلع عام 1986 على غير رغبةٍ من والدتها التي بكت يوم قبولها في هذه الوظيفة، أما والدها فكان يُشجعها دائماً على فعل ما تريد، وقد خرج يوم موتها وقال أمام العالم كله إنه فخورٌ جداً بما فعلته ابنته لوطنها والإنسانية جمعاء.

استطاعت نيرجا أنتسيطر على أعصاب الركاب لسبعة عشر ساعة، فوجد الخاطفون أن مهمتهم في طريقها للفشل، فقاموا بفتح النار على جميع الركاب والمضيفات بمن فيهم نيرجا، في الوقت نفسه كانت قوات التدخل السريع تُحاصر الطائرة وتستعد للاقتحام.

أثناء الفوضى والهلع اللذين صاحبا إطلاق النار وجدت نيرجا مخرجاً في الطائرة، فقامت بفتحه وإخراج الناس منه، ولم تخرج أولاً رغم إتاحة ذلك، بل وأمسكت بثلاثة أطفال للخروج بهم، إلا أنها لمحت أحد الإرهابيين يُصوب سلاحه نحو الأطفال، فقامت بالتصدي له مُتلقية ثلاث رصاصات أوقعتها في الحال، بينما خرج الأطفال سالمين وتدخلت قوات الشرطة وأنهت الأمر، ليخرج الجميع عدا اثنين فقط لقيا حتفهما، هما نيرجا وشخص آخر تلقى رصاصة في رأسه أثناء النزول.

ومنذ ذلك اليوم، انهالت الأوسمة على نيرجا بعد وفاتها، حيث تم منحها وسام "آشوك تشاكرا" وهو أعلى وسام للشجاعة في الهند، ومنحت جائزة الإنسانية من باكستان، وميدالية البطولة من إحدى الجمعيات الأميركية.

كما تم اصدار  طابع بريدي باسمها، إضافة إلى الشوارع والمستشفيات والمدارس التي تمت تسميتها جميعاً باسم نيرجا، ومؤخرا تم تجسيد قصتها في فيلم سيرة ذاتية عام 2016، من بطولة الممثلة الشابة سونام كابور.

الكلمات الدالة