رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هو

أزمة منتصف العمر بـ"عين السينما".. انحلال مباح للرجل ومدان للمرأة

كتب: ياسمين الصاوي -

06:21 م | الأربعاء 22 مارس 2017

لقطة من فيلم ملك وكتابة

عمر يمر ليرسم علاماته على الوجوه، ويفرض عبارات وخطوات وأزياء معينة على صاحبه، ويخلف نبرات صوت وقورة، فتثور النفوس وترغب في استعادة الشباب من جديد، ضاربة بكل القواعد عرض الحائط، ويدخل الإنسان في صراع حقيقي، يسمونه "أزمة منتصف العمر"، إلا أن المجتمع لا يعتبرها أزمة بالنسبة للمرأة، بل انحلال وفساد أخلاقي، في حين يصنفها "طيش" ومرحلة عابرة لدى الرجل.

تلتقط عدسات السينما المصرية هذه المشاهد الواقعية، التي تفرق بين المرأة والرجل في أزمة نفسية تصيب كلاهما في عمر فارق، فتخرج لنا الشاشة حكايات نسجها المؤلفون والمخرجون عن رجال ونساء مروا بهذه الأزمة، ونظرة وتعامل المجتمع مع كل منهما، أهمها فيلم "شباب امرأة" و"ملك وكتابة" و"أين عمري" وغيرها.

 يحلل الناقد والمخرج السينمائي "أحمد حسونة"، نظرة المجتمع إلى "شفاعة"، ذلك الدور الذي جسدته الفنانة الراحلة "تحية كاريوكا" في فيلم "شباب امرأة"، بأنها عكست شخصية المرأة التي تجاوزت مرحلة الشباب، وتسعى إلى التصابي واصطياد الرجال الأصغر منها سنًا في وصف واضح لمعاناة النساء من "أزمة منتصف العمر"، إلا أن المجتمع وجه إليها إدانة أخلاقية حادة، مشيرًا إلى حدوث خلاف بين مخرج الفيلم "صلاح أبو سيف" والمخرج "يوسف شاهين"، حيث رأى الأخير قسوة بالغة واضطهاد صريح للمرأة، خاصة بعد التخلص منها وقتلها تحت السرجة في محاولة لوضع حد لأخطائها.

 أما من ناحية الرجل، فيرى "حسونة" أن نظرة المجتمع إلى دكتور "محمود" الذي جسد دوره الفنان "محمود حميدة" في فيلم "ملك وكتابة"، كانت أقرب إلى الواقع، حيث تعاطف الجميع مع أزمة البطل في منتصف العمر، وانجذابه إلى هذه الفتاة الشابة التي تصغره كثيرًا، خاصة بعد مروره بتجربة خيانة مع زوجته السابقة، بل وتم تصوير الأمر على إنه علاقة إيجابية مثمرة للطرفين، فالمجتمع يتقبل من الرجل ذلك باعتباره مسئولًا عن تصرفاته كاملة وله مطلق الحرية في التجربة، بعكس المرأة التي يخشى عليها من الانتقاد وفقدان الشرف والعفة.

"نحن نعيش في مجتمع ذكوري يحرم المرأة كثير من الأشياء التي يمنحها للرجل"، هذا ما قاله المخرج والناقد السينمائي "هاشم النحاس"، الذي رأى أن المجتمع يقبع لعقود طويلة من التقاليد البالية لسيطرة الرجل على المرأة داخل المنزل وخارجه، فيسمح للرجل بكثير من الحقوق التي يجرمها على المرأة، من بينها تلك التصرفات الناتجة عن أزمة منتصف العمر، وهو الأمر الذي عكسته السينما المصرية بوضوح.

ينتقد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي تسمية تلك التغيرات السلوكية التي تحدث للمرأة في هذا الوقت بالسقوط والانحلال الأخلاقي، فهي تعاني من أزمة هرمونية حقيقية بسبب التغيرات الفسيولوجية التي تطرأ عليها نتيجة انقطاع الدورة الشهرية والبرود العاطفي، منوهًا إلى حاجتها للعلاج أكثر من أي شئ أخر، في حين يقف المجتمع لها بالمرصاد على عكس الرجل، الذي يمكن أن يتجاوز هذه الأزمة بعد فترة لكونها مجرد تغيرات نفسية فقط، كذلك لا يوجه المجتمع إليه نقدًا بالغًا على الإطلاق.