في مشهد غير معتاد، يجاورها على الطريق عدد من الأهالي، وبتشجيع من مدربها الخاص، تمسك آية هاني، 19 عام، بأسنانها حبلًا غليظًا، مربوطًا بسيارتين على إحدى الطرق، لتشدهما وتسير ورائها في خضوع تام لقدرتها، بعد تدرب لـ4 سنوات على ألعاب القوى، والمصارعة الحرة.

"أهم عامل في الموضوع هي وجود المرونة والليونة في الجسم بشكل أكبر من الإنسان العادي، والأهم  تقبل فكرة التحمل فوق القدرة العضلية، حتى تستوحي طاقة التحمل من كلمة هقدر، فلازم تدي طاقة لنفسك لتحقيق هدفك".. بتلك الكلمات فسرت "آية" لـ"هن" مشهد إخضاع سيارتين لقدرتها على السير.

فمنذ 4 سنوات بدأت بتمرينات وتدريبات على ألعاب المصارعة، بعد التدرب على ألعاب القوى في نادي الترسانة "تناولت عصير الجرجير، والبيض، وغسلت شعري بعصير الجرجير الأخضر لأيام لتقوية جذوره، وفجأة المدرب طلب مني أشد سيارتين، فأتصدمت بطلبه، محاولا تشجيعي هتقدري تعمليها، وخلاني أشد عربيتين في اليوم، وساعتها عروق رقبتي برزت بشكل واضح"، وعندما نشرت محاولاتي على مواقع التواصل تلقيت كثير من التعليقات على صفحتي "فيس بوك"، يصاحبها الدعاء  بـ"ربنا يقويكي".

وتابعت آية: "مش بالسهولة أي بنت تدخل مجال الخوارق العضلية، وألعاب المصارعة، بس مفيش فكرة اسمها مش هقدر، لأ قولي لنفسك هقدر، ونفسي فكرة المصارعة الحرة المصرية كفكرة جديدة، تنتشر لإني بدونها مش هيبقى ليا وجود مثل الألعاب الأخرى زي الكورة المصرية".

موضحة أن هناك أبطال كثيرة جدًا في مصر ولكن لم ينالوا الشهرة التي يستحقونها ولم ينل الإعلام منهم بالقدر الكافي والذي انعكس على حجم حقوقهم.

وذكر أشرف محروس، مدرب كونغ فو، ومؤسس اتحاد مصارعة المحترفين المصرية: "نالت آية الكثير من التدريبات، وأتمت 16عرضًا رياضيًا بألعاب المصارعة الحرة، وهى من ضمن 10 فتيات بالفريق، وتدريب البنت أصعب من الولد أضعاف وأضعاف ولكن هن بيساعدوني بطموحهن وذاتهن"، وتلقت "آية" تمرينات خاصة عشان تشد عربيات، ونفسي تدخل مسابقة جينس، وأهلها في بادئ الأمر مكنوش مهتمين ولكن فرحوا ببنتهم، ومش كل البنات بتوصل في المجال، وقدرت أقوم بتأسيس فريق من مخصص للمصارعة المصرية، وقدمت عروض بمحافظات عدة، كالشرقية، والجيزة، والقاهرة.