بملامح شرقية سمراء وجسد ممشوق تتخلل الموهبة جميع أرجائه، اقتحمت الفتاة الصعيدية زينب خليل إبراهيم محفوظ، المعروفة فنيا باسم "سامية جمال" السينما العالمية، بعد أن سافرت من محافظة بني سويف التي عاشت فيها منذ ولادتها عام 1924، بحثًا عن مأوى فني يتبنى موهبتها.  

ووسط تابلوهات الرقص الجماعية مع فرقة بديعة المصابني، ارتدت فراشة السينما بدلة رقص لأول مرة بعد أن أتمت الـ19 عامًا، ليتشبع جسدها بالفن، ويجعلها مؤهلها لإثراء 3 أفلام سينمائية تخطت حدود المحلية إلى العالمية.  

لمدة 29 ثانية، وثقت عدسات المخرج العالمي روبرت بيروش عام 1954 وصلة رقص شرقي، لتكون من أهم مشاهد الفيلم الأمريكي "Valley Of The kings"، الذي ينقب فيه عالم الآثار مارك براندون عن دليل على رحلات النبي يوسف في مصر القديمة المذكورة في الإنجيل.

ببدلة رقص بيضاء مطرزة باللون الذهبي، تتصدر سامية جمال أفيش الفيلم الفرنسي "على بابا والأربعين حرامي" في نفس العام، بعد تجسيدها دور الجارية مرجانة، ويحاول الممثل فرناندِل من خلال دور "علي بابا" إنقاذها من الرق، في مغامرة يستمتع فيها الجمهور بوجبة دسمة من التمثيل والرقص.

وبعد مرور أربعة سنوات، تتجمل سامية بثوب نساء الدولة العثمانية، في الفيلم الفرنسي "غرام في الصحراء" مع ريكاردو مونتلبان وكارمن سيفيلا، لتثبت فيه لجمهورها تمكنها من أدولتها كفنانة شاملة، تاركةً بصمات مؤثرة في آخر أعمالها بالسينما العالمية.

وهجرت الفراشة الفن وأضوائه في السبعينيات، لكن شوقها للتمايل والعزف بجسدها على نغمات الموسيقي دفعها للعودة للرقص في منتصف الثمانينات، وبعد عدة أعوام  تزهد في الفن برمته، وتفضل البعد عن الشهرة.

آلام في المعدة تسببت في إصابتها بجلطة في الوريد المغذي للأمعاء، ليعرض عليها الأطباء إجراء عملية استئصال للأمعاء، لكنها رفضت حتى تغلب الوجع على روحها، لتفارق الحياة في 11 ديسمبر عام 1994.