رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بعيدا عن "فوبيا السن".. فتاة تحتفل بعيد ميلادها الـ 30 في ماليزيا

كتب: ياسمين الصاوي -

04:35 ص | الجمعة 03 مارس 2017

إسراء موافي

قطعة من الكعك تترك مذاقا حلوا في فمها، ورائحة هواء نظيف منعش تتخلل فتحات أنفها، ولغة مختلفة تخترق أذنيها، ووجوها من بلاد أخرى تقف أمام عينيها، لتسجل هذه اللحظة ولادة جديدة لـ"إسراء موافي" الطبيبة الصيدلانية التي قررت أن تدق أول ساعات لها في عمر الثلاثين من داخل ماليزيا وتحديدا في القرية الفرنسية بصحبة بعض الصديقات.

بدأت الفكرة بقرار "إسراء" السفر برفقة صديقتها المقربة إلى فرنسا أو تركيا، إلا أن القدر لم يكتب لهما نصيبا في هذين البلدين، بينما شاء أن تنضم أسمائهن إلى قوائم المسافرين لماليزيا، إذ وقعت عيناهما على منشور لبعض الفتيات على جروب "She travel  هي تسافر" على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أعلنوا من خلاله عن سفر مجموعة منهن إلى ماليزيا وسنغافورة، وتم الاتفاق على السفر بينهن جميعا واللقاء هناك.

"عقدة الخواجة" لم تمر على ذهنها، فخطت قدميها كل شبر على أرض المحروسة من قبل، وتشبعت بروح بلدها حتى قررت خوض تجربة ومغامرة جديدة خارج الحدود، وفتحت عائلتها الصغيرة أحضانها لهذا القرار، وقدموا إليها كل الثقة والدعم والنصح والحب.

أوراق جواز السفر والتأشيرة وبيان حجز الفندق وتذكرة الطيران.. باتت على أتم استعداد للسفر، لتحملهم وتتوجه بهم إلى المطار، فتصعد قدميها درجات سلم الطائرة وقلبها يطير قبل موعد اقتلاع الرحلة ليشهد مرحلة جديدة في حياتها.

وصلت أرض الأحلام، وصارت عيناها تتفقد كل شئ حولها من خلف زجاج العربة في طريق طويل من جزيرة "بيننج" إلى العاصمة "كوالالمبور" التي تبعد عنها بحوالي 16 ساعة، مرورا بمدينة الكاميرون، ووصولا  إلى الفندق، لتلتقط أنفاسها وتغمض عينيها حالمة بقضاء يوم ميلاد مميز على هذه الأرض.

12 يوما من الراحة والاستمتاع بعيدا عن "فوبيا الثلاثين" والقلق من الغد والخوف من كلام الناس، فانطلقت لتذوب روحها وطاقتها بين المعابد والجزر والشلالات والمساحات الخضراء والتسوق وشراء بعض الهدايا التذكارية، بل وقررت إكمال طموحها وشغفها للعلم، فوطأت قدميها باب جامعة USM بعد أن تواصلت مع بعض الدارسين المصريين والمتقدمين إلى رسائل الدكتوراه هناك، لينغمر عقلها داخل زجاجات ومخابير المعامل وأجهزة المستشفيات بالجامعة لمعرفة أحدث الطرق العلاجية التي توصلوا إليها.  

خبرات جديدة اكتسبتها، وثقافات وأماكن وأشخاص تعرفت عليهم لأول مرة، وروح من التعاون سادت بينها وبين صديقاتها، فتساعد كل فتاة الأخرى في تغيير العملة وحجز المواصلات وطلب الطعام، وإذا تعثر عليهن الأمر يقفن أمام "أكشاك" في مدينة "كوالالمبور" لمساعدة السياح والإجابة على أسئلتهم أو يتوجهن إلى موظفي الاستقبال بالفندق لطرح استفساراتهن.

"الدنيا واسعة وخير ربنا موجود في عباده، وكل واحد في الكون جواه الخير والشر مهما كانت جنسيته وبلده، والدنيا أكبر من مشاكلنا اللي ممكن مش تنيمنا الليل فاكرين أن الدنيا انتهت، وطالما حققت حلم تخيلته صعب في يوم أكيد كل أحلامي هتتحقق، وعندي طاقة رهيبة لده"، بهذه الكلمات امتلأت روحها إصرارا وإشراقا على الحياة، وعادت إلى أرض الوطن بعد أن حققت حلما ودخلت في تجربة جديدة قد تحمل لها الكثير مستقبلا.