تخشى بعض الفتيات من التحدث إلى أمهاتهم عند الوقوع في الحب خوفا من رد الفعل، ما يدفع بعض الأمهات لمتابعة أحوال ابنتها العاطفية عن طريق صديقاتها، لكن ماذا عليكِ أن تفعلي حقا في هذه المرحلة؟.

يقول الدكتور أحمد سمير، متخصص طب نفس الأطفال والمراهقين، "هناك مدرستان بشأن كيفية تعامل الأم مع ابنتها التي تمر بتجربة عاطفية، فتقول بعض الآراء إنه على الأم متابعة الفتاة منذ بداية التجربة، وإن رأت أن الشاب غير مناسب لابنتها على أي مستوى سواء ثقافي أو اجتماعي أو اقتصادي، أو شعرت الأم أن نوايا هذا الشاب نحو ابنتها لا تسير في الاتجاه السليم، فلا بد من إنهاء هذه التجربة تماما والحفاظ على البنت، حتى لا تتمسك به بشكل أكبر مع الوقت ويصعب السيطرة على هذا الأمر لاحقا".

ويضيف سمير "اتجهت الآراء الأخرى إلى ضرورة إتاحة الأم مساحة من الحرية للبنت، وعدم ملاحقتها بالأسئلة والاستماع إلى المكالمات التي تجري بينها وبين هذا الشاب وتفتيش حقيبتها كل يوم، لأن مثل هذه التصرفات ستجعل البنت تتهرب ولا يمكن للأم معرفة شيئ عنها، كذلك من حق البنت أن تختار وتتعلم وتتعرف على أنماط مختلفة من الشخصيات، لتكون شخصية مستقلة قادرة على التعامل مع كل البشر".

ويوضح متخصص طب نفس الأطفال أن الأم عليها أن تتحلى بالحكمة في مثل هذا الوقت، فتتقرب من ابنتها وتكون أقرب صديقة إليها وتعرف كل شيء عنها بمحض إرادتها، وتوجه إليها النصائح دون لوم أو عتاب أو صراخ، وعندما تريد الأم توجيه نصيحة حقيقية للبنت بشكل غير مباشر، عليها أن تحكي عن تجربة مماثلة حدثت لها أو لغيرها بشكل لطيف، وتتابعها دون ملاحقة أو ممارسة دور الرقيب، كذلك تتيح دائرة من الحرية بشرط تربيتها على الأخلاق والأعراف والقواعد الدينية والمجتمعية العامة، حتى لا تخطئ التصرف، ويكون رقيبها خوفها من تأنيب الضمير والوقوع في المعصية وليس الخوف من عقاب الأهل، فهذا الأمر من شأنه أن يجعل البنت تعيش حياة سوية بشخصية متزنة".