إذا رأيت طفلا صغيرا يبكي أمامك، ستسمع من يقول له "أنت راجل ما تعيطش"، أما إن كانت طفلة، فستجد من يضمها نحوه ويشعرها بالتعاطف حتى تهدأ وتبتسم، فهل لا يزرف الرجال دموعا أبدا؟.

وقال الدكتور فينجر هويتس، أستاذ الصحة النفسية بجامعة تيلبورج في هولندا، إن الرجال لا يميلون إلى البكاء حزنا نظرا للثقافة والموروثات السائدة أن بكاء الرجل يدل على العجز والضعف أمام الآخرين، ويعتقدون أن النساء لا ترغب في ذلك، بينما يميل الرجال إلى البكاء فرحا بمعدل أعلى من النساء.

وبعد استطلاع رأي أجراه هويتس على 5 آلاف شخص، تبين أن الرجال تنهمر دموعهم في المواقف الإيجابية والسعيدة وتحقيق الإنجازات والانتصارات، بينما تنهمر دموع النساء في المواقف السلبية والحزينة بمعدل 4 مرات أكثر من الرجال.

وأضاف أن الرجل والمرأة يتشبهان في البكاء بشأن الأسباب القاسية،  مثل وفاة شخص قريب أو الحنين إلى الوطن أو الفشل، بينما تعد المرأة الأكثر بكاء بخصوص أمور بسيطة يمكن تجاوزها.

من ناحية أخرى، أثبتت دراسة علمية أجريت في فرنسا أن الرجال لا يعيشون سنوات طويلة مقارنة بالنساء، حيث يخفف البكاء الكثير من الأمراض النفسية والجسدية كأمراض القلب والضغط والسكتات الدماغية، وأن الدموع تقتل نحو 95% من البكتريا الضارة المهاجمة للعين والأنف والحنجرة.

وأشارت الدراسة إلى أن الضغوط النفسية تفرز هرمونات تعمل على انخفاض الجلوكوز في الجسم بنسبة 30%، ما يعرض خلايا الدماغ للموت المفاجئ، كما أن الامتناع عن البكاء عنوة يسبب تغيرات في الدم تجعلك أكثر عرضة للإصابة بأمراض الشعب الهوائية

وأضافت أن النساء عندما يبكين في لحظات الضعف والحزن، تتخلص أجسادهن من مواد كيماوية ضارة يفرزها الجسم في فترة الإحباط، ما يؤدي لتحسين مزاجهن وصحتهن في الوقت نفسه، وإذا أراد الرجال حماية أنفسهم من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض فعليهم بالبكاء.