كتب: سامية الإبشيهي -
05:59 م | الثلاثاء 22 أبريل 2025
مع اقتراب فصل الصيف، يزداد الاهتمام بتحسين مظهر الجسد وإنقاص الوزن، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وما يفرضه من أنماط ملابس خفيفة ونشاط بدني أكبر، وتؤكد الدكتورة شيماء خفاجي، استشاري التغذية العلاجية، أن فصل الربيع يمثل فرصة مثالية لبدء نظام غذائي صحي ومتوازن يساعد على فقدان الوزن بطريقة آمنة ودائمة، دون اللجوء إلى الحميات القاسية أو الأساليب غير المدروسة.
وأضافت شيماء في تصريحات لـ«الوطن»، أن فترة الربيع تمنح الجسم استعدادًا طبيعيًا للتخلص من السموم وتفعيل الحرق تدريجيًا، إذا ما تم دعم ذلك بنظام غذائي مدروس، وممارسة نشاط بدني منتظم.
تشدد شيماء على أن إنقاص الوزن لا يعني الامتناع التام عن الطعام، بل يتطلب تنسيق الوجبات بشكل متوازن، موضحة أن الروشتة المثالية تبدأ بالإفطار، الذي يجب أن يحتوي على مصدر بروتين «كالبيض أو الجبن القريش»، مع خضراوات ونشويات معقدة مثل الشوفان أو رغيف بلدي صغير، ويجب أن تضم وجبة الغداء، على مصدر للبروتين الحيواني أو النباتي، بجانب خضراوات مطهية وسلطة، مع تقليل النشويات تدريجيًا، بينما يفضل أن تكون وجبة العشاء خفيفة، مثل الزبادي مع بذر الكتان أو الفواكه.
وتحذر من الاعتماد على وجبتين فقط في اليوم، أو الامتناع عن وجبة العشاء نهائيًا، مؤكدة أنها من أكثر الأخطاء التي يقع فيها البعض، ما يؤدي إلى اضطراب في عملية الأيض وزيادة احتمالات ثبات الوزن أو حتى زيادته.
تؤكد شيماء، أن شرب المياه عنصرا أساسيا في أي خطة لخسارة الوزن، قائلة ‘نه يجب ألا يقل استهلاك الفرد من الماء عن لترين يوميًا، ويمكن زيادته في الأيام الحارة أو مع النشاط البدني المكثف.
وتوضح أن الماء لا يساعد فقط على تنشيط عملية الحرق، بل أيضًا يمنع الجسم من الاحتفاظ بالسوائل ويقلل من الإحساس الكاذب بالجوع، وأوصت باستخدام المياه المنقوعة، مثل ماء الليمون أو الخيار، كوسيلة طبيعية لدعم الحرق والتخلص من السموم.
تُشير استشاري التغذية إلى أن إهمال النوم الجيد قد يكون سببًا خفيًا وراء زيادة الوزن أو فشل محاولات إنقاصه، وتوضح أن النوم لأقل من 6 ساعات يوميًا يؤدي إلى اضطراب هرموني يزيد الإحساس بالجوع، ويؤثر على معدلات الحرق، لذلك تنصح بالحصول على قسط كافٍ من النوم يوميًا، إلى جانب ممارسة الرياضة بشكل منتظم، حتى إن كانت بسيطة مثل المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا.
وتؤكد أن التمارين المكثفة ليست شرطًا في البداية، لكن الالتزام بالحركة المستمرة هو الأساس الحقيقي في دعم الجسم للوصول إلى الوزن المثالي.
تحذر شيماء من الاعتماد على الأنظمة الغذائية القاسية أو المنتشرة عبر الإنترنت، مؤكدة أن الحميات السريعة أو الدايت الذي يخفض الوزن 5 كيلوجرامات في أسبوع، قد يحقق نتائج وقتية، لكنه يسبب ضعفًا في العضلات، واضطرابات في الهضم، ومشكلات نفسية أحيانًا نتيجة الحرمان المفاجئ.
وتابعت بأنه من الأفضل فقدان الوزن بمعدل نصف كيلو إلى كيلو جرام واحد في الأسبوع، لأن هذا المعدل الصحي الذي لا يؤثر على الجسم سلبًا، بل يحقق نتائج دائمة.
تقول الدكتورة شيماء خفاجي، من يبدأ التغيير في الربيع سيحصد النتائج في الصيف، فالربيع أنسب توقيت للعودة إلى التوازن، وإعادة ضبط علاقتنا بالأكل، وتكوين عادات غذائية سليمة تدوم على المدى البعيد.