كتب: سامية الإبشيهي -
03:12 ص | الإثنين 21 أبريل 2025
تحظى مشروبات الطاقة بشعبية واسعة بين الشباب والمراهقين بفضل تأثيراتها المنشّطة، لكنها في الواقع تشكل خطرًا كبيرًا على الصحة، وقد تؤدي هذه المشروبات إلى مشاكل صحية متعددة، بما في ذلك تأثيرات سلبية على القلب، زيادة الوزن، واضطرابات النوم، وفي السطور، نستعرض تأثير مشروبات الطاقة على القلب والجهاز العصبي.
تشمل مشروبات الطاقة غالبًا مكونات أساسية مثل الكافيين، السكر، وحمض التورين، وكلها مكونات تُساهم في زيادة النشاط العضلي والعقلي بشكل مؤقت، ولكن الاستهلاك المفرط لهذه المكونات يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية غير متوقعة على الصحة.
ويقول الدكتور علاء الغمراوي، أخصائي القلب والأوعية الدموية، في تصريحات خاصة لـ «الوطن»: إن مشروبات الطاقة تعتبر من بين المواد المدمرة للصحة، خاصة عندما يتم استهلاكها بانتظام، ومن المعروف أن هذه المشروبات تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين والسكر، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للقلب والجهاز العصبي، وبشكل عام، يساهم الكافيين في تسريع ضربات القلب، ما يؤدي إلى اضطرابات في النظم القلبي، وزيادة في ضغط الدم.
وأوضح الدكتور الغمراوي، أن الكميات الكبيرة من الكافيين في مشروبات الطاقة يمكن أن تؤدي إلى ما يُسمى «التسمم بالكافيين»، وهو ما يحدث عندما يتناول الشخص كميات من الكافيين أكبر مما يستطيع الجسم تحمله، حيث يؤدي ذلك إلى سرعة في ضربات القلب، ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم، وحتى ظهور أعراض مثل الدوار، الأرق، والتوتر، وفي بعض الحالات النادرة، يمكن أن يؤدي التسمم بالكافيين إلى نوبات قلبية.
المراهقون هم الفئة الأكثر استهلاكًا لمشروبات الطاقة، ويعود ذلك إلى رغبتهم في تحسين أدائهم البدني والعقلي خلال الأنشطة الرياضية أو أثناء الدراسة، ولكن المشكلة تكمن في أن تأثير مشروبات الطاقة على الأطفال والمراهقين قد يكون أخطر من تأثيرها على البالغين.
وأشار الدكتور بيموكانوف، خبير في طب الأطفال الروسي، إلى أن مشروبات الطاقة تسبب تأثيرات خطيرة على نمو الأطفال وتطورهم العقلي، وقال إن الأطفال والمراهقين الذين يستهلكون مشروبات الطاقة بشكل مفرط يمكن أن يتعرضوا لمشاكل صحية طويلة الأمد، والكافيين يمكن أن يسبب تشتتًا ذهنيًا واضطرابات في النوم، ما يؤثر سلبًا على قدرتهم على التركيز في المدرسة، وكذلك على صحتهم العامة.
ومن جهة أخرى، يحذر الأطباء من العلاقة الوطيدة بين مشروبات الطاقة وزيادة الوزن، حيثُ تشير الأبحاث إلى أن هذه المشروبات تحتوي على نسبة عالية من السكر، مما يساهم في زيادة الوزن بشكل ملحوظ، وأكد الدكتور الغمراوي قائلًا أن تناول مشروبات الطاقة بشكل مفرط يمكن أن يؤدي إلى مقاومة الأنسولين، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري.
وأظهرت الدراسات أن تناول مشروبات الطاقة بانتظام يؤدي إلى زيادة كبيرة في استهلاك السعرات الحرارية، ما يؤدي بدوره إلى زيادة الوزن، كما أن السكر الموجود في هذه المشروبات يساهم في تكوين دهون غير صحية في الجسم، ما يزيد من فرص الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم مشروبات الطاقة في زيادة مستوى الأنسولين في الدم، ما يؤدي إلى مشاكل صحية إضافية مثل اضطرابات في عملية التمثيل الغذائي، ويجعل من الصعب على الجسم حرق الدهون بفعالية.
بالإضافة إلى التأثيرات على القلب والسمنة، تحذر الدراسات من تأثير مشروبات الطاقة على الجهاز العصبي، ففي دراسة أُجريت في روسيا، حذّر الطبيب الروسي أزامات بيموكانوف من تأثير هذه المشروبات على المراهقين، وقال في تصريحات لـ «aif.ru» إن استمرار تناول مشروبات الطاقة يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز العصبي، وفقدان الشهية، وزيادة مستويات القلق.
وأضاف أن من المخاطر الرئيسية الأخرى التي تؤثر على صحة المراهقين، أن الكافيين الموجود في مشروبات الطاقة يمكن أن يسبب اضطرابات في النوم، ما يعزز الشعور بالإرهاق والتعب المزمن.
ووجدت إحدى الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة على الأطفال والمراهقين أن تناول مشروبات الطاقة يمكن أن يؤدي إلى حالات من القلق الشديد، ومشاكل في التركيز، وارتفاع مستويات التوتر، وهذه الآثار السلبية قد تؤثر على الأداء الأكاديمي للأطفال والشباب، وتسبب لهم مشاعر من التعب والإرهاق.
كما شدّد الدكتور بيموكانوف على ضرورة مراقبة استهلاك هذه المشروبات بشكل أكبر، إذ يقول إن كل عبوة تحتوي على كمية كبيرة من السكر، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم، والاستهلاك المستمر لهذا النوع من المشروبات يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية طويلة الأمد مثل مرض السكري.
وبحسب دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية، فإن الاستهلاك المفرط للسكر يمكن أن يتسبب في تحفيز مقاومة الأنسولين، وهو ما يعرض الشخص لخطر الإصابة بمرض السكري، فمشروبات الطاقة، بما تحتويه من سكر، تساهم بشكل كبير في زيادة مستويات الجلوكوز في الدم، ما يجعلها من العوامل المساهمة في انتشار مرض السكري بين الشباب.
