كتب: سامية الإبشيهي -
09:15 ص | الخميس 17 أبريل 2025
تعرضت الفنانة علياء صبحي مساء أمس لحادث سير مروع أدى إلى إصابتها وصديقتها بارتجاج في المخ، بينما أصيبت ابنتها بكدمات طفيفة وغادرت المستشفى بعد تلقي الإسعافات الأولية، وفي الوقت الذي تخضع فيه علياء للملاحظة الطبية الدقيقة لمدة 48 ساعة.
وفي هذا السياق، قال الدكتور طارق عبد الغني، استشاري المخ والأعصاب، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إنّ ارتجاج المخ يُعد أحد أنواع إصابات الدماغ الرضّية الطفيفة Traumatic Brain Injury، وينتج عن اصطدام مباشر في الرأس أو حركة اهتزازية مفاجئة تؤدي إلى تحرك الدماغ داخل الجمجمة واصطدامه بجدارها، وهذه الحركة قد تسبب خللاً مؤقتًا في الوظائف الدماغية، حتى دون وجود نزيف واضح في الفحوصات الأولية.
يرجع السبب الأشهر لارتجاج المخ إلى حوادث السير، كما يمكن أن يحدث نتيجة السقوط، أو أثناء ممارسة بعض الرياضات العنيفة مثل كرة القدم أو الملاكمة، وفي حالة الفنانة علياء صبحي، فإن الاصطدام المفاجئ بسيارة نقل ثقيلة تسبب في قوة ارتطام مباشرة بالرأس، أدى إلى حدوث الارتجاج.
أوضح استشاري المخ والأعصاب، أن أعراض ارتجاج المخ تتنوع بين الجسدية والنفسية والمعرفية، وتشمل الصداع المستمر، الشعور بالدوخة أو الدوران، الغثيان أو القيء، تشوش الذهن، ضعف التركيز، اضطرابات النوم، حساسية من الضوء أو الأصوات، وتغيرات في المزاج، وفي بعض الحالات قد يُصاب المريض بفقدان مؤقت للذاكرة أو صعوبة في التحدث.
وأكد أن تشخيص ارتجاج المخ لا يعتمد فقط على الأعراض، بل يحتاج إلى تقييم سريري دقيق، ويُفضَّل إجراء أشعة مقطعية CT scan أو رنين مغناطيسي MRI لاستبعاد وجود نزيف داخلي أو كسور في الجمجمة، مشيرا إلى أن بعض الحالات قد تبدو مستقرة في البداية، ثم تتدهور فجأة، وهو ما يستدعي المتابعة الدقيقة خلال أول 48 إلى 72 ساعة.
يُعد تجاهل أعراض الارتجاج أو استئناف الأنشطة اليومية بشكل طبيعي دون إشراف طبي خطأ جسيم، إذ إن تكرار الإصابة خلال فترة التعافي قد يؤدي إلى متلازمة خطيرة تُعرف بارتجاج المخ المتكرر والتي قد تسبب تلفًا دائمًا في خلايا الدماغ، أو حتى الغيبوبة.
يشمل العلاج الراحة التامة الجسدية والذهنية، وتجنّب أي نشاط بدني أو ذهني مجهد، والامتناع عن استخدام الهواتف الذكية أو مشاهدة الشاشات، بالإضافة إلى تناول الأدوية المهدئة والمضادة للغثيان فقط تحت إشراف الطبيب، ويستغرق الشفاء التام عادة من 7 إلى 14 يومًا في الحالات البسيطة، وقد يمتد لأشهر في الحالات المعقدة.
لا يجوز للمريض العودة إلى القيادة أو ممارسة الرياضة أو العمل الذهني الشاق إلا بعد الحصول على تصريح صريح من الطبيب، والقيام بتقييم متكامل للوظائف العصبية، فالعودة المبكرة قد تؤدي إلى انتكاسة خطيرة أو مضاعفات طويلة الأمد.
أشار استشاري المخ والأعصاب إلى أن بعض المرضى يعانون من استمرار الأعراض حتى بعد مرور أسابيع أو أشهر من الإصابة، وهو ما يُعرف بمتلازمة ما بعد الارتجاج، تشمل الأعراض:
الصداع المزمن.
القلق.
الاكتئاب.
صعوبة في النوم.
ضعف الذاكرة.
اضطرابات في التوازن والتركيز.
وتحتاج هذه الحالة إلى تدخل دوائي ونفسي موجه.
أوضح عبد الغني أنه في بعض الحالات النادرة، قد يتسبب الارتجاج في نزيف داخلي بطيء أو ارتفاع ضغط الدماغ، وهو ما قد يؤدي إلى نوبات صرعية أو فقدان للوعي بشكل مفاجئ، لذا يجب التنبه لأي تدهور مفاجئ في الوعي أو السلوك خلال الأيام التالية للحادث.