كتب: سامية الإبشيهي -
08:51 م | الأحد 23 مارس 2025
التونة تعتبر من أكثر أنواع الأسماك استهلاكًا عالميًا، إذ تُستخدم في العديد من الأطباق الصحية والسريعة، سواء كانت طازجة أو معلبة، وبفضل احتوائها على نسبة عالية من البروتين، وأحماض أوميجا 3، والمعادن الأساسية مثل الحديد والزنك، أصبحت التونة عنصرًا أساسيًا في العديد من الأنظمة الغذائية، ولكن في الوقت الذي يُركز على فوائدها الغذائية، تحذر العديد من الدراسات من مخاطرها المحتملة عند استهلاكها بكميات مفرطة.
على الرغم من أن التونة تُعد مصدرًا غنيًا بالفيتامينات والعناصر الأساسية، إلا أن تناولها بكثرة قد يؤدي إلى مشاكل صحية متعددة، فتحتوي التونة على نسبة عالية من البروتينات التي تساعد في بناء العضلات وتعزيز صحة القلب، لكنها في الوقت ذاته قد تحتوي على مستويات مرتفعة من الزئبق، وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا على الجهاز العصبي خاصة عند الأطفال والنساء الحوامل.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور محمد الحوفي، أستاذ علوم الأغذية بجامعة عين شمس، لـ«الوطن»، أن بعض أنواع التونة خاصة البيضاء والكبيرة، تحتوي على نسب مرتفعة من الزئبق، ما قد يؤدي إلى تراكمه في الجسم على المدى الطويل، مضيفا أن التسمم بالزئبق يسبب أعراضًا خطيرة مثل الصداع، وضعف العضلات، وصعوبة التركيز، وقد يتسبب في مشكلات خطيرة بالجهاز العصبي لدى الأطفال والنساء الحوامل.
وتُعد التونة المعلبة خيارًا شائعًا لدى الكثيرين، لكنها غالبًا ما تحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم الذي يُستخدم كمادة حافظة، وأوضح الدكتور الحوفي أن تناول كميات كبيرة من الصوديوم يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، ما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، ووفقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، لا يجب أن يتجاوز استهلاك الصوديوم اليومي 2300 ملليجرام، وهو ما يعادل تقريبًا ملعقة صغيرة من الملح.
وأشارت دراسات حديثة إلى أن تناول التونة بكميات مفرطة قد يكون له تأثير سلبي على صحة الكلى، حيث يؤدي ارتفاع مستويات الصوديوم والزئبق إلى زيادة فرص تكوّن حصوات الكلى، ونصح الخبراء بتجنب الإفراط في تناول التونة خاصة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل كلوية، واستبدالها بأنواع أخرى من الأسماك ذات المحتوى الأقل من الزئبق والصوديوم مثل السلمون والجمبري.
وبحسب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، فإن الحد الأقصى الآمن لتناول التونة يختلف وفقًا لنوعها وحجم الشخص المستهلك، فالتونة الخفيفة المعلبة يمكن تناولها بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا، بينما يُنصح بتناول التونة البيضاء مرة واحدة أسبوعيًا فقط لتجنب التعرض لمستويات عالية من الزئبق، كما يُفضل اختيار التونة المحفوظة في الماء بدلًا من الزيت لتقليل نسبة الدهون والسعرات الحرارية.