كتب: سامية الإبشيهي -
01:11 م | الثلاثاء 25 فبراير 2025
طفلك عنده حساسية؟.. تعرفي في هذه السطور عن أنواع الحساسية الشائعة عند الأطفال وإزاي تتعاملي معاها، حيث
تزايدت معدلات الإصابة بالحساسية بين الأطفال خلال السنوات الأخيرة، ما يجعلها واحدة من أكثر المشكلات الصحية انتشارًا، والتي تتطلب وعياً كبيرًا من الأمهات والآباء، إذ يعاني ما يقرب من 30% من الأطفال حول العالم من أحد أنواع الحساسية، والتي تتفاوت بين حساسية الطعام، حساسية الجهاز التنفسي، وحساسية الجلد، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وتؤكد وزارة الصحة والسكان، أن التشخيص المبكر والمتابعة المستمرة يشكلان دورًا حاسمًا في تقليل المضاعفات وتحسين جودة حياة الأطفال المصابين، لذا نوضح أنواع الحساسية الشائعة عند الأطفال وكيفية التعامل معاها.
- حساسية الطعام وتأثيرها على صحة الطفل:
تُعد حساسية الطعام من أكثر أنواع الحساسية شيوعًا بين الأطفال، إذ تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن 6-8% من الأطفال حول العالم يعانون من ردود فعل تحسسية تجاه بعض الأطعمة، وتشمل أبرز الأطعمة المسببة للحساسية: الحليب، البيض، الفول السوداني، المكسرات، القمح، والصويا، وتظهر الأعراض عادة في صورة طفح جلدي، قيء، إسهال، أو حتى صعوبة في التنفس في الحالات الشديدة.
وتوصي منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، بضرورة تجنب هذه الأطعمة في حالة التأكد من الإصابة بالحساسية، والاعتماد على بدائل غذائية مناسبة، للحفاظ على التغذية السليمة للطفل.
- حساسية الجهاز التنفسي وأسبابها:
تؤثر حساسية الجهاز التنفسي على قدرة الطفل على التنفس بشكل طبيعي، وتُعرف بأنها من أكثر الحالات الصحية المرتبطة بالحساسية انتشارًا، ووفقًا لوزارة الصحة المصرية، تشمل العوامل المسببة لحساسية الجهاز التنفسي التعرض لعوامل بيئية مثل الغبار، حبوب اللقاح، العفن، ووبر الحيوانات، وتتمثل الأعراض في السعال المزمن، العطس المتكرر، صعوبة التنفس، وصفير الصدر.
وينصح الدكتور إسلام رشاد أخصائي البطن والجهاز الهضمي، في تصريح لـ«الوطن» بضرورة إبقاء بيئة الطفل نظيفة وخالية من المسببات، بالإضافة إلى استخدام أجهزة ترطيب الهواء لتقليل تهيج الجهاز التنفسي.
- حساسية الجلد وأهم أعراضها:
تظهر حساسية الجلد عند الأطفال في صورة احمرار، حكة، جفاف، أو حتى تورم في بعض الحالات، ويؤكد رشاد أن الإكزيما والشرى من أكثر أنواع حساسية الجلد انتشارًا بين الأطفال، حيث تحدث نتيجة التعرض لمواد كيميائية معينة، مثل مستحضرات التجميل، الصابون القاسي، أو حتى الملابس المصنوعة من ألياف صناعية، وتوصي وزارة الصحة المصرية باستخدام مرطبات طبية خالية من العطور، وتجنب المنتجات التي تحتوي على مواد كيميائية قاسية للحفاظ على صحة بشرة الطفل.
التشخيص المبكر للحساسية:
التشخيص المبكر للحساسية عاملاً أساسيًا في الحد من المضاعفات وتوفير حياة أفضل للطفل، ووفقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، يجب إجراء فحوصات الحساسية عند الأطفال الذين يعانون من أعراض متكررة غير مبررة، لتحديد المسبب الرئيسي واتخاذ الإجراءات المناسبة لتجنب التعرض له.
نظام غذائي مناسب للأطفال المصابين بالحساسية:
الحرص على تقديم نظام غذائي متوازن للأطفال المصابين بالحساسية يساهم في تقليل الأعراض وتعزيز صحتهم العامة، وتنصح «اليونيسيف» الأمهات بالاعتماد على الأغذية الطبيعية وتجنب المنتجات المصنعة التي قد تحتوي على مواد مهيجة للحساسية، كما يُفضل استشارة طبيب تغذية لضمان حصول الطفل على جميع العناصر الغذائية الضرورية.
توفر الأدوية المضادة للحساسية مثل مضادات الهيستامين والكورتيكوستيرويدات حلاً فعالًا في السيطرة على الأعراض، لكن يجب استخدامها تحت إشراف طبي، وتؤكد وزارة الصحة المصرية أهمية المتابعة الدورية مع طبيب مختص، لتقييم الحالة الصحية للطفل، وضبط العلاج وفقًا لتطور الأعراض.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن انتشار الحساسية بين الأطفال بات يشكل تحديًا صحيًا عالميًا، يستوجب اتخاذ تدابير وقائية جادة، في حين شدد رشاد على ضرورة رفع الوعي لدى الآباء والأمهات حول كيفية التعامل مع الحساسية والتقليل من المخاطر المحيطة بالأطفال، وأوصت وزارة الصحة، بإجراء الفحوصات الدورية للأطفال المعرضين للإصابة بالحساسية، مع توفير حملات توعية لتعريف الأسر بأفضل الطرق للوقاية والتعامل مع هذه المشكلة الصحية.
وأكد «رشاد» أن الحساسية عند الأطفال ليست مجرد مشكلة صحية بسيطة، بل حالة تستوجب التعامل معها بوعي وحرص لتجنب مضاعفاتها الخطيرة، من خلال التشخيص المبكر، واتباع نظام غذائي مناسب، والالتزام بتوصيات الأطباء، لتقليل تأثير الحساسية على صحة الطفل وتحسين جودة حياته، ومع تزايد التوعية والبحث المستمر، يمكن للأهالي توفير بيئة صحية وآمنة لأطفالهم، ما يسهم في تقليل معدلات الإصابة بالحساسية وتعزيز صحة الأجيال القادمة.