كتب: آية أشرف -
03:05 ص | السبت 22 فبراير 2025
عند خلود الشخص للنوم، تداهمه الكثير من الأحلام وربما الكوابيس، فبين الحلم الإيجابي، والكابوس السلبي، قد يتذكر العديدون ما زارهم خلال النوم، بينما قد يستيقظ الآخرون وهم لا يتذكرون ما حدث، فالأحلام هي تجارب حسية وعاطفية تحدث أثناء النوم، ولكن لماذا لا نتذكرها دائمًا؟
العديد من الدراسات، سلطت الضوء حول تذكر ونسيان الحلم بعد الاستيقاظ، إذ وجدت أن من يميلون إلى أحلام اليقظة، أكثر تذكرا لأحلام الليل بشكل أفضل، ولكن أحدث الدراسات التي نشرت في مجلة «Communications Psychology»، أكدت أن هناك فرضيات أخرى، مثل تأثير السمات الشخصية أو القدرات المعرفية.
وذهبت دراسة جديدة أجراها باحثون في مدرسة «IMT» للدراسات المتقدمة في «لوكا- إيطاليا»، بالتعاون مع جامعة كاميرينو بين عامي 2020 و2024، أوضحت أن القدرة على تذكر الأحلام عند الاستيقاظ، له علاقة باختلاف السمات الفردية وأنماط النوم التي تشكل هذه الظاهرة.
وشملت الدراسة أكثر من 200 مشارك تتراوح أعمارهم بين 18 و70 عاما، سجلوا أحلامهم يوميا لمدة 15 يوما، مع تتبع بيانات نومهم وقدراتهم المعرفية باستخدام أجهزة قابلة للارتداء واختبارات نفسية.
وأوضحت الدراسة أنه تم تزويد المشاركين بمسجل صوتي للإبلاغ يوميا، مباشرة بعد الاستيقاظ، عن التجارب التي عاشوها خلال النوم، كما ارتدوا جهاز «أكتيجراف» (actigraph)وهو ساعة مراقبة للنوم تقيس مدة النوم، كفاءته، والاضطرابات التي قد تحدث.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فخضع المشاركون لاختبارات نفسية واستبيانات تقيس عوامل مختلفة، من مستويات القلق إلى الاهتمام بالأحلام، ومدى الميل إلى الشرود الذهني، فضلاً عن اختبارات الذاكرة والانتباه.
وأظهرت النتائج أن الذين لديهم موقف إيجابي تجاه الأحلام ويميلون إلى الشرود الذهني كانوا أكثر عرضة لتذكر أحلامهم بشكل ملحوظ، بينما الأفراد الذين عانوا من فترات أطول من النوم الخفيف كانوا أكثر عرضة للاستيقاظ مع ذكريات عن أحلامهم، بحسب ما كشفت عنه الدراسة.
وأظهر المشاركون الأصغر سنا معدلات أعلى في تذكر الأحلام، بينما عانى كبار السن غالبًا، كما أبلغ المشاركون عن انخفاض في تذكر الأحلام خلال فصل الشتاء مقارنة بالربيع، ما يشير إلى تأثير محتمل للعوامل البيئية أو الإيقاع اليومي.
وقال جيليو بيرناردي، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ علم النفس العام في مدرسة «IMT»: «تشير نتائجنا إلى أن تذكر الأحلام ليس مجرد صدفة، بل انعكاس لكيفية تفاعل المواقف الشخصية، السمات المعرفية، وديناميكيات النوم. وهذه الرؤى لا تعمق فهمنا لآليات الأحلام فحسب، وإنما لها أيضا آثار على استكشاف دور الأحلام في الصحة العقلية ودراسة الوعي البشري».
من جهته، أوضح الدكتور أحمد صلاح الدين أستاذ مساعد جراحة المخ والأعصاب بجامعة القاهرة، لـ«الوطن» السبب الرئيسي وراء تذكر الأحلام عند الاستيقاظ من النوم، هو أن يكون المرء أخذ قسطا كبيرا من النوم العميق التي تساعد على تثبيت الذاكرة، بمعنى أننا نحلم أثناء النوم العميق.
وأوضح «صلاح الدين» أن عدم النوم العميق، لا يتوقف فقط على عدم تذكر الأحلام، بل يمنع حدوث الأحلام من الأصل.
طبيعة الذاكرة أثناء النوم:
الذاكرة العاملة، هي المسؤولة عن تخزين المعلومات قصيرة المدى، تكون أقل نشاطًا خلال النوم، مما يجعل من الصعب تثبيت الأحلام في الذاكرة طويلة المدى، بحسب ما ذكره الطبيب.
الاستيقاظ المفاجئ:
إذا استيقظت فجأة من حلم، فقد لا يكون لديك وقت كافٍ لتثبيت تفاصيله في الذاكرة، إذ تبدأ ذكرياتك عن الأحلام في التلاشي.
عدم التركيز:
بعد الاستيقاظ، قد ينشغل الدماغ بسرعة بأفكار ومهام اليقظة، مما يؤدي إلى نسيان الحلم بسرعة.
اضطرابات النوم:
بعض اضطرابات النوم، مثل انقطاع التنفس أثناء النوم، يمكن أن تؤثر على جودة النوم وتجعل من الصعب تذكر الأحلام.
تناول بعض الأدوية:
بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب قد تؤدي لاضطرابات في النوم وتؤثر على تذكر الأحلام.
النظام الغذائي:
أظهرت بعض الأبحاث أن اتباع نظام غذائي غني بالفاكهة والخضروات والألياف والزيوت النباتية المحدودة يساعد على نوم هانئ ليلا.