رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

بـ«التعطيل الضوئي الديناميكي».. نوع من التوابل يقضي على الجراثيم القاتلة

كتب: آية أشرف -

12:11 م | الجمعة 21 فبراير 2025

نوع من التوابل يقضي على الجراثيم القاتلة ويحمي من السرطان

مع انتشار الفيروسات والأمراض التنفسية التي من الممكن أن تودي بحياة الأطفال، وأصحاب المناعة الضعيفة، تتصاعد التحذيرات الطبية والعالمية بعدم استخدام المضادات الحيوية، التي من شأنها تفاقم الأمر بدلًا من العمل على علاجه، إذ إنّها تقضي على البكتيريا النافعة، ولا تقضي على الفيروسات المسببة للمرض الفيروسي أو التنفسي، إلا أن اليوم، توصل بعض الباحثين إلى أن تناول قليل من نوع من التوابل ينشط البكتيريا النافعة، ويكافح الجراثيم القاتلة، بسبب مواده الفعالة. 

نوع من التوابل يقضي على الجراثيم القاتلة ويحمي من السرطان

وبحسب موقع «scitechdaily» العلمي، توصل باحثون من جامعة تكساس إيه آند إم إلى أن الكركمين، الموجود في الكركم، يُضعف البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، ما يستعيد فعالية المضادات الحيوية التقليدية، وذلك عند تنشيطه بالضوء، وبحسب الباحثون فإنه يمكن أن يساعد هذا الإنجاز، الذي يسمى التعطيل الضوئي الديناميكي، في مكافحة الجراثيم القاتلة وتقليل التكاليف الطبية في جميع أنحاء العالم. 

الكركم حل مفاجئ ضد الجراثيم الخارقة

في عام 2017، توفيت امرأة دخلت مستشفى نيفادا مصابة بالتهاب رئوي بسبب فشل العديد من الأعضاء، التي وقف وراؤ الأمر، سلالة من البكتيريا مقاومة لـ26 مضادًا حيويًا مختلفًا، إذ تشكل هذه البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، والمعروفة باسم الجراثيم الخارقة، تهديدًا صحيًا عالميًا خطيرًا ومتزايدًا.

في المعركة ضد هذه مسببات الأمراض الخطيرة، اكتشف الباحثون في جامعة تكساس إيه آند إم أداة جديدة محتملة وهي «الكركمين»، المركب الطبيعي الذي يعطي الكركم لونه الأصفر الساطع.

ووجدت دراستهم أنه عندما تستهلك البكتيريا الكركمين ثم تتعرض للضوء، تحدث تفاعلات ضارة داخل الميكروبات، ما يؤدي في النهاية إلى قتلها، ويقلل هذا النهج من عدد السلالات المقاومة للمضادات الحيوية ويستعيد فعالية المضادات الحيوية التقليدية.

وبحسب الدراسات العلمية، كانت الأمراض المعدية هي السبب الرئيسي للوفاة والعجز في جميع أنحاء العالم، ومع ظهور هذه الأدوية المنقذة للحياة، زاد عمر الإنسان بمقدار 23 عامًا في المتوسط، وفي العقود العديدة الماضية، في حين استقر اكتشاف المضادات الحيوية الجديدة، أصبحت البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية أكثر شيوعا في الوقت نفسه، الأمر الذي أدى إلى عصر الجراثيم المقاومة للميثيسيلين، مثل المكورات العنقودية الذهبية المقاومة، والمكورات المعوية المقاومة للفانكومايسين، والالتهاب الرئوي، والتي يصعب علاجها للغاية، فمن المتوقع أن تكون الأمراض المعدية هي الأسباب الرئيسية للوفيات البشرية مرة أخرى، حيث تحصد أرواح ما يصل إلى 10 ملايين شخص سنويا. 

وقال الدكتور فاندرلي باجناتو، الأستاذ في قسم الهندسة الطبية الحيوية وكبير مؤلفي الدراسة: «عندما تبدأ البكتيريا في مقاومة المضادات الحيوية التقليدية، يكون لدينا ما نسميه كارثة المضادات الحيوية، وللتغلب على هذا التحدي، نحتاج إلى طرق بديلة إما لقتل الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية أو إيجاد طريقة جديدة لتعديل العمليات الطبيعية داخل البكتيريا حتى تبدأ المضادات الحيوية في العمل مرة أخرى».

 

تسخير الضوء لقتل البكتيريا المقاومة للأدوية

يستخدم التعطيل الضوئي الديناميكي، وهو أسلوب واعد في مكافحة مقاومة البكتيريا، جزيئات خفيفة وحساسة للضوء، تسمى المحسسات الضوئية، لإنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية التي يمكنها قتل الكائنات الحية الدقيقة عن طريق تعطيل عمليات التمثيل الغذائي الخاصة بها.

وفي تجاربهم، استخدم الفريق الكركمين، وهو أيضًا غذاء طبيعي للبكتيريا، لقد اختبروا هذه التقنية على سلالات المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للأموكسيسيلين والإريثروميسين والجنتاميسين، وقام الباحثون بتعريض البكتيريا لدورات عديدة من التعرض للضوء ثم قارنوا الحد الأدنى لتركيز المضادات الحيوية اللازمة لقتل البكتيريا بعد التعرض للضوء مقابل تلك التي لم تتعرض للضوء.

قال باجناتو: «عندما يكون لدينا مجموعة مختلطة من البكتيريا حيث يكون بعضها مقاومًا، يمكننا استخدام التعطيل الديناميكي الضوئي لتضييق التوزيع البكتيري، تاركين وراءنا سلالات متشابهة إلى حد ما في استجابتها للمضادات الحيوية، فمن الأسهل الآن التنبؤ بالجرعة الدقيقة من المضادات الحيوية اللازمة لإزالة العدوى».

توسيع إمكانات العلاج بالكركمين - الكركم

ولاحظ الفريق وأبحاثه أن التعطيل الديناميكي الضوئي باستخدام الكركمين له إمكانات هائلة كعلاج مساعد أو إضافي بالمضادات الحيوية للأمراض، مثل الالتهاب الرئوي، التي تسببها البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وفقًا لما ذكره  معهد تكساس للوقاية من السرطان. 

ماذا يحدث للجسم عند تناول الكركم؟

من جانبه، أكدت الدكتورة مروة شعير، استشاري التغذية العلاجية، خلال حديثها لـ«الوطن»، أن تناول الكركم، لها فوائد مختلفة عديدة، وصحية بسبب احتوائه على مادة «الكركمين» المفيدة في الحد من الأمراض. 

وأكدت الاستشاري، أنّ مادة الكركمين الموجودة في الكركم هي مضاد قوي للأكسدة، إذ تحارب الجذور الحرة، وتقلل الالتهابات في الجسم، كما أنّها تساعد على تقوية جهاز المناعة ومكافحة العدوى والأمراض، فضلًا عن تحسين عملية الهضم وتقليل مشكلات الجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ والغازات.

وأوضحت الدكتورة مروة شعير، أن الكركم يُساعد على تقليل مستويات الكوليسترول الضار في الدم، ما يُحسّن صحة القلب، ويُقلّل خطر الإصابة بأمراض القلب، وتحسين وظائف الدماغ وتقليل خطر الإصابة بأمراض مثل ألزهايمر.