كتب: سامية الإبشيهي -
09:01 م | الثلاثاء 11 فبراير 2025
الرياضة من أهم العوامل التي تحافظ على الصحة العامة، خاصة صحة القلب، إذ تساعد على تقوية عضلته وتحسين الدورة الدموية، لكن هل يمكن أن تتحول التمارين الشاقة من وسيلة لتعزيز اللياقة إلى خطر حقيقي على الحياة؟
وشهدت السنوات الأخيرة حالات متزايدة من النوبات القلبية المفاجئة بين الرياضيين، ما أثار تساؤلات حول تأثير التمارين المكثفة على صحة القلب، وهنا يقول الدكتور علاء الغمراوي، أخصائي القلب والأوعية الدموية لـ«الوطن»، إن الإفراط في ممارسة الرياضة دون إشراف طبي قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، خاصة إذا ترافقت مع أنظمة غذائية غير متوازنة أو تناول مكملات غذائية بشكل غير مدروس.
يؤكد الغمراوي أن الرياضة، بما في ذلك رفع الأوزان والتمارين القوية، مفيدة لصحة القلب والأوعية الدموية، لكن عند ممارستها بشكل مفرط أو غير مدروس، قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم، وإجهاد عضلة القلب، وزيادة خطر الإصابة بنوبات قلبية مفاجئة، مضيفا أن رفع الأوزان بشكل مبالغ فيه، خاصةً دون إشراف طبي، يمكن أن يسبب ضغطًا زائدًا على الشرايين التاجية، ما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
يشدد الأطباء على أهمية إجراء الفحوصات الطبية الدورية قبل الانخراط في التمارين الشاقة، إذ يوضح الدكتور الغمراوي أن كثير من الرياضيين قد يكونون عرضة للإصابة بأمراض قلبية دون علمهم، وتشمل الفحوصات الأساسية التي يُنصح بإجرائها:
رسم القلب (ECG) للكشف عن أي مشكلات كهربائية بالقلب.
الموجات الصوتية على القلب (ECHO) لمتابعة كفاءة عضلة القلب.
اختبار المجهود لقياس استجابة القلب أثناء ممارسة النشاط البدني.
ويؤكد الغمراوي أن الالتزام بهذه الفحوصات يمكن أن ينقذ حياة العديد من الأشخاص، خاصة الرياضيين الذين يخضعون لضغط بدني عالٍ.
تلعب التغذية عاملاً أساسيًا في الحفاظ على صحة القلب، إذ يحذر الغمراوي من الأنظمة الغذائية غير المتوازنة التي تعتمد على كميات كبيرة من البروتين والدهون المشبعة، مشيرًا إلى أن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء والمكملات الغذائية قد يرفع من مستويات الكوليسترول وحمض اليوريك في الدم، ما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
وينصح باتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على:
مصادر بروتين صحية مثل الأسماك والدجاج والبقوليات.
الفواكه والخضروات الغنية بمضادات الأكسدة.
الأطعمة الغنية بالألياف للحفاظ على صحة الأوعية الدموية.
شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على سيولة الدم.
أهمية التدريب على الإسعافات الأولية
وشدد على ضرورة زيادة الوعي بتقنيات الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي (CPR)، موضحًا أن التأخر في تقديم الإسعافات الأولية عند حدوث نوبة قلبية قد يكون السبب الرئيسي لفقدان العديد من الأرواح، مضيفا أن وجود أجهزة الصدمات الكهربائية القلبية (AED) في الأماكن العامة والصالات الرياضية، يمكن أن يساعد على إنقاذ حياة الرياضيين في حالات الطوارئ.
وبحسب الغمراوي، هناك بعض الأعراض التحذيرية التي يجب عدم تجاهلها، خاصةً لدى الرياضيين الذين يمارسون التمارين الشاقة، ومنها:
ألم مفاجئ في الصدر أو شعور بالضغط.
ضيق في التنفس دون سبب واضح.
نوبات إغماء متكررة أو دوار شديد.
شعور بالاختناق أو التعب المفرط أثناء التمارين.
وفي حالة ظهور أي من هذه الأعراض، يجب التوجه فورًا إلى طبيب مختص لإجراء الفحوصات اللازمة وعدم الاستهانة بها.
ودعا الغمراوي في ختام حديثه، إلى ضرورة إطلاق مبادرات صحية تستهدف الرياضيين وجميع الأشخاص الذين يمارسون التمارين الشاقة، من خلال:
إجراء فحوصات طبية دورية في النوادي الرياضية والصالات الرياضية.
تنظيم دورات تدريبية حول الإسعافات الأولية في المدارس والجامعات والنوادي.
تشجيع الرياضيين على اتباع برامج تدريبية متوازنة تتناسب مع قدراتهم البدنية.
تعزيز الوعي حول مخاطر المكملات الغذائية غير المدروسة وتأثيرها على صحة القلب.
وفق الغمراوي، فإن ممارسة الرياضة تبقى عنصرًا أساسيًا لصحة القلب، لكن التوازن في التمارين والتغذية، وإجراء الفحوصات الطبية الدورية، يمكن أن يشكلوا الحماية الأفضل من المخاطر الصحية غير المتوقعة، إذ يُعد الوعي هو السلاح الأول للوقاية من أمراض القلب والموت المفاجئ.