كتب: سامية الإبشيهي -
08:02 م | الأحد 09 فبراير 2025
شهدت الولايات المتحدة موجة ذعر واسعة بعد انتشار مرض خطير، صنفته السلطات الصحية على أنه الأشد فتكًا منذ أكثر من عقد، وأشارت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية (CDC)، نقلًا عن وكالة «رويترز»، إلى أن معدلات الإصابة لا تزال تتزايد بشكل مقلق.
أعلن مركز السيطرة على الأمراض أن حالات الإصابة بالإنفلونزا خلال الأسبوع المنتهي في 1 فبراير وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، إذ شكَّلت 7.8% من زيارات المرضى إلى المرافق الطبية، مقارنة بـ7% في الأسبوع السابق و5.8% في الأسبوع الذي قبله.
وبلغت نسبة التشخيص بالإنفلونزا 8% من إجمالي الحالات في أقسام الطوارئ، بينما شكَّل مرضى كوفيد-19 نسبة 1% فقط، و0.5% للفيروس التنفسي المخلوي، ما يعكس مدى خطورة انتشار الإنفلونزا مقارنة بالأمراض الأخرى.
أدى تفشي الإنفلونزا إلى تعطيل الدراسة في بعض الولايات، حيث أغلقت منطقة «جودلي» التعليمية المستقلة في تكساس أبوابها لمدة ثلاثة أيام، بعدما سجلت غياب 650 طالبًا و60 موظفًا في يوم واحد.
عادةً ما تظهر الأعراض الأولى للفيروس خلال الفترة الممتدة من اليوم الرابع إلى اليوم السابع عقب التعرّض للفيروس، بحسب منظمة الصحة العالمية، وتشمل علامات وأعراض اعتلال الجهاز التنفسي العلوي ما يلي:
سيلان الأنف
ألم في الحلق
صداع
التَعَب
الحمى
وتشمل العلامات والأعراض التي تتوافق مع عدوى الجهاز التنفسي السفلي ما يلي:
السعال
ضيق النفس
سرعة التنفس
التشنج القصبي
الأزيز الصدري.
وفقًا للصحة العالمية، يمكن أن يؤدي المرض الرئوي الوخيم إلى انخفاض مستويات الأكسجين في الجسم وإرهاق العضلات التنفسيّة ليؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن الفيروس المخلوي التنفسي يعد من أخطر الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي السفلي، خاصة بين الأطفال وكبار السن، وتشير التقديرات إلى أن هذا الفيروس يتسبب سنويًا في 100 ألف وفاة بين الأطفال دون سن الخامسة، معظمها في الدول ذات الدخل المنخفض
لا يوجد علاج محدد للفيروس المخلوي التنفسي، ولكن تتوفر بعض التدخلات الوقائية، منها:
تطعيم الأمهات في أواخر الحمل لنقل المناعة إلى المواليد
إعطاء الأجسام المضادة للرضع والفئات الأكثر عرضة للخطر
لقاحات جديدة لكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة
وعلي الرغم من توفر بعض العلاجات الوقائية، إلا أن التكلفة المرتفعة لهذه اللقاحات تعيق انتشارها في الدول الفقيرة، مما يزيد من معدل الوفيات في المناطق الأكثر احتياجًا للرعاية الصحية.
أبلغت 43 ولاية عن نشاط واسع للإنفلونزا، مع تسجيل أعلى معدلات الانتشار في المناطق الجنوبية والغربية.
ويحذر مسؤولو الصحة من تداعيات انتشار المرض، ويوصون بتلقي اللقاح السنوي كإجراء وقائي، وحتى الآن، حصل 44% فقط من البالغين على التطعيم، فيما بلغت نسبة التطعيم بين الأطفال 45%، وهي أقل من المعدل المعتاد البالغ 50%.
وهناك أكثر من 20 مليون إصابة بالإنفلونزا، و300 ألف حالة استدعت دخول المستشفىو13 ألف وفاة مرتبطة بالمرض هذا الموسم
أطلقت منظمة الصحة العالمية عدة برامج لمراقبة انتشار الإنفلونزا والفيروسات التنفسية الأخرى، في محاولة للحد من آثارها المدمرة، خاصة على الفئات الهشة، ومع استمرار تفشي المرض، تبقى الوقاية والوعي الصحي خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الأزمة المتفاقمة.