كتب: آية أشرف -
06:47 ص | السبت 01 فبراير 2025
يشتهر اليابانيون بعمرهم الطويل وبنيتهم البدنية القوية، إذ يجمع أسلوب حياتهم بسلاسة بين التغذية السليمة والنشاط البدني والخيارات المتوازنة، ما جعل هذا النهج في التعامل مع الصحة والرفاهية نموذجًا يحتذي به العديد حول العالم، ومن التمارين اليومية الروتينية إلى العادات الصغيرة المدروسة، يسعى اليابانيون للحفاظ على صحتهم الجسدية والعقلية.
وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية، تحتل اليابان المرتبة الأولى في العالم من حيث متوسط طول العمر، الذي يبلغ 84.2 عامًا.
يقدم أسلوب الحياة الياباني دروسًا في الحفاظ على وزن صحي من خلال مزيج من النشاط البدني، التحكم في الشهية، واختيار الأطعمة والمشروبات الصحية.
وقدم موقع «دويتشه فيله» نظرة فاحصة على بعض العادات الأساسية التي تساهم في الحفاظ على وزن صحي، وكيف يمكن دمجها في الروتين اليومي على مستوى العالم.
وإليكم سر رشاقة الشعب الياباني وطول أعمارهم، وفقًا لبعض النماذج اليابانية، نقلًا الموقع الهندي «boldsky» والتي جاءت على النحو التالي:
أحد أبرز العوامل التي تساهم في اللياقة البدنية النحيلة لليابانيين هو دمجهم المستمر للنشاط البدني في حياتهم اليومية، وعلى عكس العديد من الثقافات التي تتطلب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام رحلة إلى صالة الألعاب الرياضية، يتم دمج الحركة بشكل طبيعي في الروتين اليومي في اليابان.
ويختار العديد من اليابانيين المشي أو ركوب الدراجة أثناء تنقلاتهم اليومية، مما يجعل النشاط البدني جزءًا من إيقاعهم اليومي، كما تساهم أشكال النشاط الأخرى مثل المشي لمسافات طويلة أو المشاركة في التمارين البدنية المجتمعية في أسلوب حياتهم النشط.
وتساعد هذه الحركة المتسقة، مهما كانت دقيقة، في الحفاظ على وزن صحي مع تعزيز الصحة البدنية والعقلية بشكل عام.
ممارسة الأكل ببطء تعد من العوامل الأخرى التي تساهم بشكل كبير في الحصول على وزن صحي، وهذا السلوك يمنح الجسم وقتًا كافيًا للإشارة إلى وقت الشبع، ما يقلل من احتمالية الإفراط في تناول الطعام، كما أنه يشجع على الهضم بشكل أفضل ويساعد الأفراد على تنظيم شهيتهم بشكل أكثر فعالية.
يركز النظام الغذائي الياباني بشكل كبير على الأطعمة الطازجة والقليلة المعالجة، وتتكون الوجبات من أطعمة كاملة مثل الخضار والأسماك والأرز والفواكه، ما يقلل من تناول الدهون غير الصحية والسكريات المضافة.
وهذا النهج يضمن أن الوجبات غنية بالعناصر الغذائية، ما يزود الجسم بالفيتامينات والمعادن والألياف التي يحتاجها لأداء الأداء الأمثل.
مفتاح الاعتدال يعد التحكم في الأجزاء جانبًا مهمًا آخر في النظام الغذائي الياباني، بدلاً من تقديم أطباق كبيرة من الطعام، يتم تقديم الوجبات اليابانية عادةً في أطباق صغيرة، ما يسهل التحكم في الحصص ويقلل من إغراء الإفراط في تناول الطعام.
تشجع هذه الممارسة بشكل طبيعي على الاعتدال، إذ تكون الوجبات متوازنة من حيث حجم الحصة والمحتوى الغذائي، فعندما يتم تقديم الطعام بكميات صغيرة، يكون من الأسهل تجنب الإفراط في تناول الطعام وضمان حصول الجسم على الكمية المناسبة من العناصر الغذائية دون زيادة.
وتلعب المشروبات دورًا مهمًا في نمط الحياة اليابانيين، يعتبر الشاي الأخضر، على وجه الخصوص، عنصرًا أساسيًا في اليابان ويتم استهلاكه طوال اليوم، إذ يوفر الترطيب بدون السكريات والسعرات الحرارية المضافة الموجودة في العديد من المشروبات الغربية مثل المشروبات الغازية أو المشروبات السكرية، كما أن الشاي الأخضر مليء بمضادات الأكسدة، وقد ثبت أنه يعزز عملية التمثيل الغذائي، ويدعم الحفاظ على الوزن والصحة العامة.
ومن خلال اختيار الشاي الأخضر بدلاً من المشروبات السكرية، لا يقلل الأفراد من تناول السعرات الحرارية فحسب، بل يستفيدون أيضًا من خصائص المشروبات المعززة للصحة.
يذكر أنّ «القاهرة الإخبارية» كانت سلطت الضوء من قبل على باحثين يكشفون سر طول عمر «المعمرين اليابانيين» بعد دراسة 179 معمرًا يابانيًا عاشوا أكثر من 100 عام، إذ اكتشفوا أن لديهم جميعهم خليطًا محددًا من البكتيريا والفيروسات تنتج جزيئات جديدة فريدة تقاوم مسببات الأمراض، وموجودة في الجهاز الهضمي.
وفقا للباحثين، يعد ذلك الخليط أحد الأسباب التي جعلت هؤلاء المعمرين في اليابان يعيشون فترة أطول من غيرهم، لأن أمعاءهم محمية بصورة أفضل من العدوى.