رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

3 أجيال لأسرة واحدة يشاركون من «استفتاء السادات» حتى «رئاسية 2024»: صوتنا أمانة

كتب: آية أشرف -

10:00 ص | الثلاثاء 12 ديسمبر 2023

الانتخابات الرئاسية 2024

ثلاثة أجيال، حمل كل جيل منها أحلاماً مختلفة، وآراءً ليست متشابهة، وتحليلات متباينة لكل موقف وكل عصر، وفى داخل «شبرا مصر» عاشت «فوزية محمد»، التى اقتربت من عقدها الثامن، عاصرت الزعيم جمال عبدالناصر، وأدلت بصوتها للرئيس الراحل محمد أنور السادات، وعاصرت أجواء الاستفتاء، فكانت بمثابة «نزهة» وفُرصة ترى فيها جيرانها، معتزة برأيها ومؤمنة بأمانة يحملها صوتها لبلادها. المشاركة فى الانتخابات الرئاسية أمر ورّثته «الحاجة فوزية» لابنتها «نجلاء إسماعيل»، التى تخطت الخمسين من عمرها، أدلت بصوتها لسنوات حكم الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك، وما أعقبته من فترات انتخابية، حتى اكتملت السلسلة اليوم بالحفيدة «سهيلة ياسر»، صاحبة الـ23 عاماً التى أدلت بصوتها فى منطقة العجوزة.

«الجدة»: عاصرت «ناصر» وشاركت فى استفتاء «أنور».. وطول ما فيّا صحة هانزل وأدلى بصوتى علشان خاطر وطنى»

الحاجة «فوزية» ربما لم تكن تُدرك سوى أن هذا الرئيس «راجل كويس وبيحب شعبه» حسب وصفها للراحل محمد أنور السادات، خلال حديثها لـ«الوطن»: «راجل كان كويس وابن حلال وبيحبنا وبيحب الشعب، لما قالوا يا استفتاء نزلت وقُلت (نعم) كان الشعب بيحبه».

يوم الاستفتاء كان أشبه بالفرصة الفريدة، التى تأتى للمرأة فى هذا العصر مرة واحدة فقط، فكان آخر آمالها الانتهاء من التعليم، أو حتى الالتحاق بوظيفة، أمر روتينى تعيشه كل السيدات فى هذا الزمن لا يفرّق بين غنى وفقير، إلا أن تظل المشاركة هى الفيصل الوحيد: «كل الستات كانت زى بعض، كلنا لبسنا نفس الفساتين، وسمعنا نفس الأغانى، لكن مش الكل كان واعى إن صوته أمانة، ولازم يشارك، وده اللى حاولت أعمله وأعلمه لبنتى وكمان حفيدتى، لينا صوت ولينا رأى».

ما بين التزكية للترشح والإدلاء فى الاستفتاء، كان اسم الرئيس أنور السادات يتصدّر الصحف، فلم تنسَ «فوزية» دورها فى استفتاء الشعب على «السادات» وفقاً لدستور 64 المؤقت: «يمكن كل أهل شبرا راحوا علشانه، وأنا كمان وسط جيرانى رُحنا وقُلنا نعم».

من «السادات» وحتى «حسنى مبارك» كانت «فوزية محمد»، على موعد أمام ورقة استفتاء الشعب على رئيس البلاد: «طول ما كان فيّا صحة كنت بانزل وأدلى بصوتى، ومش أنا بس، دى كمان بنتى».

وعن استعداداتها للمشاركة هذا العام، أوضحت أن صحتها باتت هى المتحكم الرئيسى لها، لكن الأمر لم يمنعها أو يعيقها عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية: «صحيح بقى بنتى فى لجنة وأنا فى لجنة، ولكن أنا طبعاً باشوف أفضل وسيلة إن حد يوصلنى وأروح أنتخب وأدلى بصوتى لبلدى علشان خاطر وطنى».

«الابنة»: «صوتى أمانة من 2005 لحد النهارده.. واحنا بنبنى مستقبل ومش هيتبنى إلا بتصويتنا ومشاركتنا»

المشاركة وحب الوطن والإدلاء بلجان الانتخابات ورّثتها «نجلاء إسماعيل» عن والدتها، لتتذكر لجانها الانتخابية المختلفة باختلاف السنوات من «شبرا» وحتى انتقالها إلى العجوزة بعد الزواج: «الأول كنت باشارك ماما، ووقت وعكاتها الصحية ماتوقفتش مرة عن المشاركة، سواء بالانتخابات الرئاسية أو انتخابات مجالس الشعب والاستفتاءات الدستورية، ربتنى إن صوتى مهم، وربيت بنتى على كده كمان».

من استفتاء تعديل الدستور المصرى 2005، حتى الانتخابات الرئاسية الماضية فى 2018، كانت «نجلاء» على موعد دائم أمام اللجان الانتخابية: «ماكانش مهم بالنسبة لى أقول نعم أو لاء، مش المهم رايح تقول إيه ولا تنتخب مين، المهم المشاركة، المهم إن صوتنا ده أمانة ولازم ندلى بيه، ده اللى اتربينا عليه وربينا عليه أولادنا، إحنا بنبنى مستقبل، ومش هيتبنى إلا بتصويتنا ومشاركتنا».

قبل ساعات من انطلاق الساعات الأولى من أول يوم فى الانتخابات الرئاسية 2024، تستعد «نجلاء» وابنتها «سهيلة»، صاحبة الـ23 عاماً للإدلاء بصوتيهما، من إحدى لجان العجوزة: «بكرة باسلم الراية لبنتى فى أول انتخابات ليها وأنا معاها، هنكمل المشوار علشان خاطر بلدنا ومستقبلنا»، متابعة: «أول يوم له فرحة خاصة، ولكن دايماً بافضل أنتخب تانى يوم، أو فى الأوقات المتأخرة، باحب أنزل فى هدوء مع بنتى، لكن زوجى وابنى دايماً بيسبقونا فى أول اليوم».

«الحفيدة»: «هامشى على نفس الدرب.. وهاساهم فى بناء بلدى وأقول نعم للاستقرار وللتطوير ولحقوق المرأة المصونة»

 

شعور مختلف يسيطر على «سهيلة» فى العقد الثانى من عمرها، بأول انتخاب لها فى حياتها: «عندى إحساس إنى مسئولة، مسئولة عن مستقبل ودولة بتتبنى، وأمانة تجاه بلدى، وهى التصويت، فلازم أشارك طبعاً، خصوصاً إن دى أول سنة ليّا أحس إنى فعلاً باعمل حاجة للبلد مش لنفسى، حاسة إحساس إنى خلاص كبيرة ومؤثرة، وأنا بنفسى باختار عاوزة إيه، وباشارك وباقول رأيى فى مستقبل وطن مش مجرد رأى».

ربما كان الاعتقاد السائد للأجيال الصغيرة أن الأمر هو وضع العلامة أمام المرشح الرئاسى والتقاط صورة للذكرى، احتفاءً بأول عام انتخابات، إلا أن الأمور باتت تختلف اليوم: «مش مجرد نازلة أنتخب وآخد سيلفى قدام اللجنة، لا أنا نازلة باشارك فى مستقبل بلدى ومستقبلنا كلنا، نازلة أقول نعم للاستقرار وللبناء وللتطوير ولحقوق المرأة المصونة، هاسير على نهج والدتى وجدتى، وهو ده دور المرأة وهو ده اللى هندعو ليه».