منذ انطلاق العام الدراسي الجديد، بدأت المديريات التعليمية على مستوى المحافظات حملة التطعيم ضد الالتهاب السحائي والتطعيم الثنائي، وهي إحدى التطعيمات التي تحرص وزارة الصحة المصرية على تقديمها للأطفال في المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم تزامنًا مع بداية كل عام دراسي، خاصة وأنّ هذه التطعيمات التي يحصل عليها الطفل في سن صغيرة تساعد في حمايته من 25 مرضًا مُهددًا للحياة على مستوى العالم، من بينها شلل الأطفال والتهاب السحايا والحصبة والدفتيريا والإنفلونزا.

حملة التطعيم ضد الالتهاب السحائي

حملة التطعيم ضد الالتهاب السحائي بدأت بالفعل في العديد من المدن والمحافظات، ومن المقرر أن تستمر تباعًا حتى تشمل كافة محافظات الجمهورية بحسب وزارة الصحة، وهو ما أثار تساؤل أولياء الأمور حول طبيعة مرض الالتهاب السحائي «الحمى الشوكية» وموانع حصول الطفل عليه خاصة إذا كان الطفل يعاني من أي أمراض تمنعه من تناول اللقاحات.

ويقول الدكتور خالد عادل استشاري طب الأطفال ومدير مركز تطعيمات الأطفال في فاكسيرا في حديثه لـ«هن» إنّ التطعيم ضد الالتهاب السحائي «مرض الحمى الشوكية» يستهدف الأطفال من عمر عامين فما فوق، مع مراعاة عدم تلقي الطفل جرعة التطعيم المقررة في حال كان يعاني من ارتفاع حرارة شديد يزيد على 38 درجة، أما الأعراض البسيطة المتمثلة في الرشح أو العطس لا تمنع الطفل من تلقي التطعيم.

وعند تلقي التطعيم ضد الالتهاب السحائي، عادة ما تظهر على الطفل بعض الأعراض البسيطة مثل ارتفاع بسيط في درجة الحرارة أو الشعور بالألم موضع الحقنة بحسب استشاري طب الأطفال، إذ يُراعى أن يخضع الطفل للملاحظة ومراقبة زيادة الأعراض، إلا أنّه في بعض الحالات تزداد شدة الأعراض كأن تزيد درجة حرارة جسمه عن 38 درجة أو يصاب بطفح جلدي أو ضيق في التنفس، وهو ما يستوجب أن يتوجه ولي الأمر بالطفل فورًا إلى أقرب مستشفى.

ما هو الالتهاب السحائي؟

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإنّ مرض الالتهاب السحائي أو التهاب السحايا هو التهاب يصيب الأنسجة المحيطة بالمخ والنخاع الشوكي، وينتج عادة عن عدوى، وهو أكثر أنواع التهاب السحايا خطورة ويمكن أن يفتك بالمصاب به ويتسبب في وفاته في غضون 24 ساعة خاصة وأنّه يصيب الأشخاص في أي عمر، إلا أنّ الأطفال الصغار هم الفئة أكثر عرضة للإصابة به.

وينتج مرض الالتهاب السحائي بسبب وجود الأفراد في تجمعات قريبة وحاشدة، أو الأسر المكتظة، أو البيئات التي يجتمع فيها الطلبة أو داخل الثكنات العسكرية أو بعض أماكن المهن الأخرى، كما يمكن أن يتسبب فيروس نقص المناعة البشرية والتدخين الفعلي أو السلبي في زيادة احتمالات الإصابة بمختلف أنواع التهاب السحايا.  

أعراض الالتهاب السحائي

وتستقر عدوى الالتهاب السحائي في الأنف والحلق عند البشر، وتنتقل من شخص إلى آخر عبر رذاذ الإفرازات التنفسية أو إفرازات الحلق، وتتمثل أعراضه الشائعة في تصلب الرقبة والحمى والارتباك أو تغير الحالة العقلية والصداع والغثيان والقيء، أما الأعراض الأقل شيوعًا تكون عبارة عن فقدان السمع أو البصر والعجز الإدراكي أو ضعف الأطراف.

وأحيانًا ما تؤدي البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا إلى أعراض أخرى مثل برودة اليدين والقدمين، وازدياد سرعة التنفس عن المعتاد، والإسهال، والطفح الجلدي الذي يكون داكن بنفسجي أو أحمر اللون.

أما أعراض التهاب السحابا لدى الرضع تختلف عن البالغين وتشمل قلة الحركة وصعوبة الاستيقاظ، والتهيج وصعوبة تهدئة الرضيع، وعدم الرغبة في الطعام، وتصلب أو ترهل الجسم، وتورم الموضع اللين في الرأس (اليافوخ).