أظهرت دراسة أُجريت مؤخرًا، أنّ الأشخاص قد يعانون من نزلات برد طويلة الأمد، بعد مرور أكثر من أربعة أسابيع من الإصابة، ونُشرت النتائج في مجلة «E Clinical Medicine» التابعة لمجلة لانسيت، التي قالت إنها تمثل خطرًا مشابهًا لأعراض طويلة المدى مثل أعراض مرض كوفيد، ويقول العلماء إنهم وجدوا أدلة على أن الناس قد يعانون من نزلات البرد الطويلة بعد الاصابة بنزلة البرد، وتشمل بعض الأعراض الأكثر شيوعًا السعال وآلام المعدة والإسهال بعد أكثر من أربعة أسابيع من الإصابة الأولية، كما أن شدة المرض هي المحرك الرئيسي لخطر الأعراض طويلة المدى وفق ما نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية.

دراسة لـ«نزلات البرد طويلة المدى»

في مجلة «E Clinical Medicine» التابعة لمجلة لانسيت، نُشرت دراسة تقول إنّ نزلة البرد يمكنها أن تتطور إلى نزلة برد طويلة المدى، وتلك الدراسة قادتها جامعة كوين ماري في لندن «QMUL»، وتشير النتائج إلى أنه قد تكون هناك آثار صحية طويلة الأمد بعد الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة غير المرتبطة بكوفيد، مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا أو الالتهاب الرئوي، والتي لم يتم التعرف عليها، ومع ذلك، ليس لدى الباحثين حتى الآن دليل يشير إلى أن الأعراض لها نفس شدة أو مدة كوفيد الطويل.

وقال البروفيسور أدريان مارتينو، الأستاذ السريري لعدوى الجهاز التنفسي والمناعة في QMUL:«قد تتوافق النتائج التي توصلنا إليها مع تجربة الأشخاص الذين عانوا من أعراض طويلة بعد الإصابة بعدوى في الجهاز التنفسي على الرغم من نتيجة اختبار Covid-19 السلبية على الأنف أو الحلق».

وإضاف «أدريان»: «إن البحث المستمر حول الآثار طويلة المدى لـCovid-19 وغيره من التهابات الجهاز التنفسي الحادة، أمر مهم لأنه يمكن أن يساعدنا في الوصول إلى السبب الجذري وراء معاناة بعض الأشخاص من أعراض أطول أمدا من غيرهم، وفي نهاية المطاف، يمكن أن يساعدنا هذا في تحديد الشكل الأنسب للعلاج والرعاية للأشخاص المتضررين».

متى يصاب الأشخاص بنزلات برد طويلة الأمد؟

وأفادت الدراسة أنّ الإصابة بنزلات البرد الطويلة تأتي بعد المعاناة من التهابات الجهاز التنفسي والإصابة بـCovid-19، نزلات البرد أو الأنفلونزا أو الالتهاب الرئوي، لكن يتوقف ذلك على مناعتهم يمكن أن يمر بها البعض ويتخطوها بسرعة ويمكن أن تستمر مع الآخرين.

وتابع «أدريان»:«إن النتائج أظهرت أن 22% من المصابين بكوفيد-19 عانوا من أعراض طويلة بعد الإصابة، كما فعل 22% ممن أصيبوا بعدوى غير كوفيد، كما أن الأشخاص المصابين بكوفيد في الدراسة كانوا أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل التذوق والشم والدوخة أو الدوخة من أولئك الذين لا يعانون منه، وعانوا من خفقان القلب والتعرق وتساقط الشعر، وكان الأشخاص الموجودون في المجموعة غير المصابين بكوفيد أكثر عرضة للإصابة بالسعال أو الصوت الأجش من الأشخاص المصابين بكوفيد، فيما عانت كلتا المجموعتين من ضيق التنفس والتعب».

وفي حديثه لـ«هن» قال الدكتور أمجد الحداد استشاري الحساسية والمناعة، لـ«هن»، إنّ هناك نزلات برد طويلة الأمد تتشابه أعراضها مع أعراض نزلات تحدث بعد الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الناتج عن كورونا، لكن تتوقف على مناعة الأشخاص:«مش بيحصل لكل الناس بس بيتعرض لها أصحاب المناعات الضعيفة».