كتب: آية أشرف -
01:58 م | الأربعاء 04 أكتوبر 2023
في غضون ثوانِ تحولت قاعة أفراح نينوى، لساحة حريق التهمت كل شي، فباتت المعازيم جثامين تحتضن بعضها البعض، الجميع يهرولون على أمل الفرار والنجاة، والعروسان لا يدركان ماذا يحدث بليلة العمر، من حالفه الحظ نجا، ومن يحالفه كان واحدًا من بين أكثر من 100 قتيل إثر حريق العراق.
ليلة زفاف العروس العراقية «حنين»، صاحبة الـ18 سنة، أصبحت كابوسًا ربما لم تفيق منه طيلة حياتها، فأراد القدر أن تفلت بحياتها رفقة عريسها «ريفان»، ولكنها قضت أفضل أيامها أمام المقابر بدلًا من قضاء شهر العسل، حزنًا على فقدان ذويها لتتحول ذكرى يوم زفافها لأسوأ أيام حياتها.
وخلال الساعات القليلة الماضية، لم يقف نزيف الحزن الذي دق أبواب العروس «حنين»، إذ لفظ والدها أنفاسه الأخيرة الذي ظل في المستشفى بضعة أيام على إثر الحريق، ليلحق بوالدتها وشقيقها، لتطل من جديد العروس رفقة عريسها «ريفان» وهي متشحة بالأسود تودع أبيها لمثواه الأخير، الذي رحل متأثرا بجراح أصيب بها حين اشتعلت النيران في حفل زفاف ابنته بمدينة الحمدانية بمحافظة نينوى شمال العراق الأسبوع الماضي.
وظهرت العروس وهي منهارة تستند على زوجها، خلف نعش أبيها، الذي التحق بأمها وشقيقها، وتصرخ مُرددة «يا ربي».
فيديو.. عروس الحمدانية تودع والدها بعد وفاته اليوم متأثراً بحروقه ويلتحق بأمها وأخيها pic.twitter.com/1iRSurttaR
— إيرث نيوز (@earth_news_iq) October 3, 2023
وبحسب ما ذكرت «العربية» فإن عروس العراق «حنين» فقدت 10 من عائلتها، من بينهم والدتها وشقيقها، وأولاد عمها، وذلك بالتزامن مع إعلان دائرة صحة نينوى، ارتفاع عدد ضحايا فاجعة الحمدانية إلى 119 شخصًا.
بينما صرح العريس المكلوم، «ريفان»، الذي فقد 15 من عائلته هو أيضًا، في أول حديث له لـ «سكاي نيوز»، بأن العيش في العراق بعد الآن غير ممكن: «لأنني أعاني في كل مرة نحاول فيها الحصول على بعض السعادة يحدث لنا شيء مأساوي يدمر كل شيء، ومن الأفضل لنا أن نغادر».
يذكر أن محافظة نينوى، في شمال العراق، شهدت الأسبوع الماضي، واقعة مؤسفة، إذ اندلع حريق هائل في قاعة زفاف أثناء حفل عروسين، الأمر الذي أسفر عن عدد من المصابين والوفيات.