وُلدت سارة ولا تستطيع المشي كغيرها من الأطفال، فتشخصت إصابتها بمرض ضمور العضلات، ومشكلات عديدة عانت منها أيضًا بالعمود الفقري، جعلها قعيدة الكرسي المتحرك، لا تتحرك ولا تسير، لكن إيمانها بالقدر كان وسيلتها للحياة والعيش، واتخذت من القرآن ملجأها الوحيد، ومن حفظه إلى مساعدة غيرها، وهبت ابنة المنوفية حياتها لتعليم وتحفيظ القرآن.

سارة السيد، من محافظة المنوفية، بدأت دراستها بالأزهر الشريف، ولم تكمل دراستها بالجامعة بسبب ظروفها الصحية، فوهبت حياتها لتحفيظ الأطفال والشباب القرآن الكريم، تروي لـ«الوطن»، بداية حفظها للقرآن: «بدأت الحفظ منذ الطفولة وختمته بالكامل وأنا في الصف الخامس الابتدائي، الداعم ليا في حفظ القرآن بعد ربنا والدي ووالدتي».

تحفيظ القرآن أثناء المرحلة الثانوية

ختمت «سارة» القرآن على يد شقيقها، ثم درست التجويد عبر الإنترنت، وأثناء دراستها بالمرحلة الثانوية، كانت تُحفظ الأطفال القرآن الكريم بعد صلاة العصر: «كنت بذاكر وأنا في الثانوية العامة وفي نفس الوقت بحفظ الأطفال القرآن، أنا بحب الأطفال ووجودي معاهم بالنسبة لي أحلى حاجة بتحصل لي في اليوم، أنا بحس إني مبسوطة وسعيدة وسطهم، وكمان بحفظ شباب من المرحلة الثانوية والجامعة».

أثناء دراستها بالجامعة، أجرت مكانًا للتحفيظ به بعيدًا عن منزلها في منطقة شعبية أكثر، لتحفيظ عدد أكبر من الأطفال، وتخرج من المنزل على كرسيها المتحرك بمفردها، دون أي مساعدة من أحد، تروي: «الكرسي كهربائي فبقدر أتحرك بيه لوحدي، بسافر كل يوم مسافة من البيت لمكان التحفيظ لوحدي، ورسالتي لأولياء الأمور إني أحب أقولهم علموا أولادكم القرآن والقرآن هيعلمهم كل حاجة».

لديها شقيقتان تعانيان من ضمور العضلات

لدى «سارة» شقيقتان غيرها تعانيان أيضًا من ضمور العضلات، وختمتا القرآن الكريم حفظًا وتلاوة، كما تتمنى مقابلة شيخ الأزهر، وهو حلم تتمناه منذ صغرها، وفقًا لحديثها لـ«الوطن»: «أخواتي الاتنين برضو مولودين بمرض ضمور العضلات، بس كلنا عندنا إيمان بربنا وإصرار وعزيمة، والحمد لله على كل حال، وكلنا كمان حفظنا القرآن بالكامل».