عشقت الزرع والنباتات منذ الطفولة، واستمر هذا الترابط بينها وبين المزروعات حتى قارب عمرها الـ50 عاما، إذ لم تتمكن السيدة أمل شوقي مع التعيين بإحدى الوظائف الحكومية قبل 8 أعوام فكان ذلك دافعًا لتحويل حديقة منزلها إلى مشتل يضم العشرات من نباتات الزينة والأشجار المثمرة.

«أمل» تعشق الزراعة منذ طفولتها

أمل شوقي صاحبة الـ52 عامًا، ابنة محافظة المنوفية، تروي لـ«هن» كيف حوّلت حديقة منزلها إلى مشتل كبير بدافع حب المزروعات منذ نعومة أظافرها، إذ كانت السيدة الخمسينية تعمل أخصائية شؤون عاملين بمديرية التربية والتعليم، ولم يحالفها الحظ في التعيين بالوزارة، ونظرًا لطبيعة شخصيتها العملية والنشيطة، خطر ببالها أن تزرع حديقة منزلها وتحولّها إلى مشتل كبير: «أنا برج الدلو وست عملية، بحب الشغل وأبقى نشيطة ويبقى ليا كيان، فلما راحت عليا فرصة العمل فكرت إنّ بيتي فيه جنينة كبيرة فـ قولت ليه مزرعش لنفسي وأستغل المكان وأستغل وقت فراغي وعملت المشتل».

بدأت السيدة الخمسينية زراعة المشتل بالورد والفل والياسمين والريحان وشجرة المستكة النادرة، إذ تتميز حديقة المنزل الذي يطل على البحر بوجود «طرح البحر» الذي استغلته لإنشاء المشتل هناك في البداية لمدة عام، ثم نقلت المشتل مرة أخرى إلى حديقة المنزل: «بعد كده بدأت أشتغل على النت، واللي بيميّزني إني عندي نواقص الحاجات حتى لو كانت صغيرة، يعني لو فيه طلبية أنا جهزتها وفيه حاجة صغيرة ناقصة أنا بكمّلها».

اكتسبت «أمل» خبرتها في زراعة المشتل وإدارته بسبب عامل الوقت والمعاملة اليومية مع المزروعات، وتلقي المعلومات من أصحاب المشاتل الكبيرة وأصحاب الخبرات السابقة: «بعد ما اكتسبت خبرة بقيت أجيب شجر مُثمر وأشجار جديدة بتكون لسة نازلة ومش موجودة عند حد غيري، والمشتل عندي فيه أشجار زينة، وفاكهة مثمرة، وخضار زي الطماطم والخيار والفلفل والكرفس والزعتر والروزميري».

«الباشن فروت» أقرب المزروعات إلى قلب «أمل»

وتتولى السيدة الخمسينية العناية بالمشتل بمفردها وأحيانًا بمساعدة زوجها، بالإضافة إلى مساعدة ابنتها التي تتولى عرض منتجات المشتل عبر الإنترنت، ولكن تظل مشكلة الشحن إلى خارج المحافظة هي العقبة الرئيسية التي تواجه «أمل»: «الأماكن القريبة بحرص إني أروح أودّي الحاجة بنفسي مع الدليفري عشان أضمن إنّ كل حاجة توصل كويسة، لكن الأماكن البعيدة بجد صعوبة إني أوصل فيها».

ومن بين النباتات الأقرب إلى قلب «أمل» هي فاكهة جديدة تعرف بـ«أم الفواكه» أو «الباشن فروت»، بالإضافة إلى الليمون والعصارات الغريبة مثل الصبارات ذات الألوان الحمراء والزرقاء: «الباشن فروت دي بتفرحني أوي لأنّها بتكبر بسرعة رهيبة وريحة الثمرة بتاعتها حلوة أوي، واللمون كمان مثمر طول السنة، وعالم العصارات ده حلو أوي، والمشتل الحمد لله بيكبر مع الوقت».