بزي فرعوني مستوحى من ملابس ملكات مصر القديمة، داخل إحدى قاعات فالنسيا الإسبانية، كانت الهوية المصرية حاضرة، ومتجسدة داخل لاعبة الجمباز العشرينية حبيبة مرزوق، وهي تتألق في بطولة العالم للجمباز الإيقاعي، على إيقاع نغمات «الأقصر بلدنا»، لتخطف الأنظار في لوحة فنية جمعت بين الأصالة والحداثة.

بطولة دولية بهوية مصرية فرعونية 

فن راقٍ، وتمكن شديد بخفة ورشاقة جسدت من خلالها حبيبة مرزوق، 21 عامًا، هوية الحضارة الفرعونية المصرية، وكأنها عادت بالحضور قرون للخلف، فباتت وكأنها ملكة مرسومة على جداريات المعابد، خلال بطولة الجمباز الإيقاعي المقام في مدينة فالنسيا الإسبانية، بموسيقى تمهيدية مستوحاة من الحضارة الفرعونية، تدوي بالمكان، قبل بدء  نغمات الأغنية الشهيرة «الأقصر بلدنا بلد سواح»، وتحيطها لوحات مرسوم عليها الأهرامات، ظهرت بطلة الجمباز بفستان باللون الأبيض، وهي تؤدي مع الأغنيات بحركات إيقاعية بكل خفة قبل انتهاء العرض بجملة المعلقة باللغة العربية «شكرًا حبيبة مرزوق».

بدأت الجمباز وهي طفلة والملابس بتعدي الـ70 ألف

رحلة تعود لـ18 عاما، كانت هي سبب تألق حبيبة، بحسب حديث، مروة فريد، والدة حبيبة لـ«هُن»: «بدأت معاها اللعبة وهي 3 سنين، كانت شاطرة ومتفوقة، وبدأت تتمرن في كذا لعبة لكن استهواها الجمباز، خاصة إنها معتمدة على نفسها كليًا، ودايمًا بتحاول تقدم أحسن ما عندها».

بحسب والدة حبيبة، لم تتلق ابنتها الدعم في البداية سوى منها: «كنت معاها في رحلتها خطوة بخطوة، لحد ما قدرت تشارك في 3 بطولات أوليمبية، حققت فيها ميداليتين ذهبيتين، وبعدها الحصول على 6 ميداليات ذهبية في الأوليمبياد، غير الألقاب الأفريقية».

من أدوات للعبة إلى ملابسها، أمور لم تهملها الأم رغم تكاليفها العالية: «بتجيب أدوات للعبة بـ4000 جنيه مرتين في السنة، غير الملابس المخصصة اللي بتوصل لـ70 ألف».

لعبت وهي مُصابة  

لم تكن مشاركة بطلة الجمباز سهلة على الإطلاق، إذ خاضت بطولة العالم الأخيرة وهي تعاني من إصابة في القدم، كادت تمنعها من المشاركة، بحسب ما ذكرت والدتها: «اختاروها لبطولة العالم وكان بقالها فترة بتتحضر لها، وبالفعل سافرت إلى كازخستان ولكن محققتش اللقب وقتها، وشاركت وهي مصابة في قدمها، أدت اداء مشرف رغم عدم الفوز»

اختاروها للعرض الختامي لأنها بطلة أفريقيا

على الرغم من عدم فوزها ببطولة العالم، إلا أن تحقيقها للقب الأفريقي كان سببًا لاختيارها للعرض الختامي بفينسيا: «لأنها بطلة أفريقيا، اختاروها للعرض الختامي، وجاء وقت اختيارها اللبس والمزيكا، وده اللي أنا اختارته معها، اختارت حاجة متناسقة للعرض وتكون معبرة عن الهوية المصرية، اختارنا تصميمه وألوانه، وكمان المزيكا والأغاني، مع وجود كاست بيساعدها قدرت توصل للشكل ده».

خبرة من طريق الكباش

خبرة اكتسبتها الفتاة منذ مشاركتها في افتتاح طريق الكباش، الذي لفت أنظار العالم أجمع: «كانت ضمن المشاركين في افتتاح طريق الكباش، وقتها مكثت فترة في الأقصر، وعرفت أكتر عن الحضارة والهوية اللي ساهموا في ظهورها المشرف». 

سعادة كبيرة تغمر البطلة المصرية عقب انتشار مقطع الفيديو: «قدرت تقدم فنها باسم بلدها، وتعبر عن هويتها قدام العالم، ومبسوطة جدًا برد الفل والتفاعل»