في مدينة عين تادلس مستغانم بغرب الجزائر، وُلد فنان تشكيلي جزائري تخصص في رسم ملصقات الأفلام الهوليوودية لعشقه وحبه للرسم، هو الشاب الثلاثيني شمس الدين بلعربي، أبدع وابتكر ورسم بإحساس عال وذوق رفيع منذ الصغر، حتى خصصت السينما العالمية صفحة في كتاب يرصد حياة نجوم السينما مسيرته، ليصبح أول فنان عربي وأفريقي متخصص في مجال رسم الملصقات الترويجية للأفلام.

أولى خطوات نجاحه

دخل إلى العالمية بخطوات مختلفة، عن طريق فن الرسم وديكورات رسومات الأفلام الهوليوودية، إذ روى لـ«الوطن» عن بدايته: «في سن الخامسة كنت أرعى الغنم مع خالي رحمه الله، ولكن كثيرًا صفحات الجرائد كانت تجذبني بالصور البراقة لنجوم السينما، فالتقطها وأتمعن فيها، وعند دخولي إلى المدرسة بدأ المعلمون يكتشفون موهبتي، حتى أهدتني زوجة عمي كتاب رسم وهذا شجعني كثيرًا، حتى بدأت أعطي الأهمية لمادة الرسم».

شمس الدين فنان هوليود

امتهن الرسم كحرفة بدأت بتزيين المحال التجارية والديكور: «كنت أمر بجانب قاعات السينما أشاهد الأفيشات وصور النجوم، وعندما أعود إلى المنزل أرسم كل ما شاهدته على أوراق الرسم، حتى بدأت أفكر في إرسال أعمالي الفنية إلى الخارج، فتواصلت مع الفنانين المصريين وشجعني الفنان محمد صبحي والسيد عياد وسيمون فيليب، قدموا لبعض المستشارين بعض عناوين المجلات، وبالفعل أرسلت كل الرسومات إلى شركات الإنتاج السينمائية عن طريق البريد».

أول عربي وإفريقي يصمم ملصقات الأفلام العالمية

تلقى «بلعربي» رسالة من منتج أرجنتيني يعمل بالشراكة مع هوليوود، عرف بأعماله في الأوساط السينمائية، وطلب منه عمل الكثير من ملصقات الأفلام العالمية: «بعدها رسمت الكثير من الملصقات، ليكرموني في حفل كبير كأول عربي وإفريقي يصمم ملصقات الأفلام العالمية بالطريقة التقليدية عن طريق الرسم والفن التشكيلي، وتم تكريمي في مهرجان السينما بتونس والسودان وفرنسا وسويسرا والكثير من البلاد».

شمس: اشتهرت عالميا ورفضت كل العروض الغربية

رسم الكثير عن الثقافة العربية والإسلامية، وتناول قضية اللاجئين السوريين ومعاناتهم، وتم تسجيل اسمه في القاموس العالمي للسينما: «ومن رسم الملصقات إلى رسم القضايا الإنسانية والعربية اشتهرت عالميًا، ورفضت كل العروض الغربية، لأن الإنسانية والمبادئ لا تقدر بثمن والفن رسالة سامية».