كتب: هبة هشام -
09:00 ص | الثلاثاء 27 يونيو 2023
داخل مرسم صغير، تقف وسط الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و15 عاما، تشاهد كلا منهم يرسم على لوحته، أو يستخدم الصلصال الحراري «البلاستيسين» في النحت، وتشجعهم على الإبداع في الرسم بالاكريليك والكولاج.
حلم إنشاء ورشة رسم للأطفال، يراودها منذ تخرجها في كلية الفنون الجميلة، وتخصصها في مجال الديكور، تحاول تحقيقه لسنوات عديدة، إلا أنها لم توفق، وعملت في وظيفة روتينية بعيدة عن مجال دراستها، إذ تقول هدى ملوك، 35 عاما، خلال حديثها لـ«الوطن»: «أنا كان حلمي طول حياتي إني أفتح مرسم أعلم فيه الناس، فن الرسم والنحت، خصوصا الأطفال، بس للأسف مالقتش الفرصة المناسبة، فاشتغلت في مجال تاني لغاية ما أقدر أحقق الحلم».
ظلت هدى، تبحث عن مكان لتأسيس ورشة لتعليم الأطفال فن الرسم، لتنجح في غايتها وتجد ضالتها بأحد نوادي محافظة الإسكندرية، وتبدأ خطواتها التالية بجمع الأطفال المبدعين في الرسم: «قعدت أدور كتير لغاية ما لقيت مكان، وجمعت فئات عمرية مختلفة، بس تركيزي الأساسي كان على الأطفال».
حب ودعم وتشجيع متواصل تلقته هدى، من زوجها الذي كان يعلم شغفها تجاه الرسم، ورغبتها في عمل ورشة لتعليمه، لذلك وافقها على عمل آخر إضافي تحبه مع وظيفتها الأساسية صباحا: «جوزي فرحلي جدا، ومزعلش إني شغالة معظم اليوم، لكنه كان بيشجعني على طول علشان أعمل اللي بحبه».
حرصت السيدة الثلاثينية، على تنظيم وقتها ما بين زوجها وطفلتيها الصغيرتين، وبين عملها الصباحي والورشة المسائية، لتصبح نموذجا يحتذى به في تنظيم الوقت والإصرار على تحقيق الأحلام: «الحمد لله مش مقصرة في بيتي ولا في شغلي».
استطاعت هدى، أن تفوز بحب جميع الأطفال والأمهات، كونها تعاملهم كصديقة وليست المعلمة صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة: «أنا بتمنى أني أفتح المرسم الخاص بيا خلال الفترة اللي جاية، علشان أكون حققت حلمي كله».