كتب: غادة شعبان -
10:54 ص | الخميس 22 يونيو 2023
«تيتانيك» إحدى أشهر سفن العالم على الإطلاق، دخلت التاريخ من أوسع أبوابه في القرن الماضي، تحفة فنية خالدة وقع في غرامها كل من شاهدها عن قرب، أثارت إعجاب العالم أجمع، صممت على أيدي أمهر مهندسي العالم وأكثرهم خبرة، أُطلق عليها مصمموها «السفينة التي لا تغرق»، كونها مزودة بأعلى معايير الأمن والسلامة، كانت تحتوي على مستلزمات الترف من الطراز الأول الفريد من نوعه، ومجهزة بكل شيء، كالغرف المزينة بتلابيس الخشب والأثاث الباهظ ومقهى باريسي مخصص لركاب الدرجة الأولى، ومطبخ مع شرفة مشمسة مزينة بالأزهار الجميلة، ذات الرائحة العطرة.
مع انطلاق أولى رحلات سفينة تيتانيك من ميناء ساوثهامبتون، في 10 أبريل عام 1912، وبعد مرور ما يقرب من 4 أيام من إبحارها، اصطدمت الباخرة بجبل جليدي وغرقت بكل محتوياتها، لتصبح فاجعة كبرى في تاريخ الإنسانية، تأثر لها شتى بقاع العالم، إذ أخذت معها من الضحايا ما يقرب من 1500 راكب، وانقسم حطامها إلى قسمين، وكان من بينها قطع معدنية وأثات وملابس للركاب وعدد من المجوهرات، أبرزها القلادة الشهيرة المصنوعة من أسنان سمكة قرش «ميجالدون»، لتكون ضمن مجموعة من المقتنيات المفقودة، ما تزال محط اهتمام، رغم مرور أكثر من 100 عام على غرق السفينة، إذ تتكرر محاولات استكشاف الحطام، آخرها من قبل الغواصة «تيتان»، التي انطلقت قبل 4 أيام في أعماق المحيط الأطلسي، وعلى متنها 5 أشخاص، قبل أن تفقد هي الأخرى، وما تزال عمليات البحث عنها وركابها مستمرة.
كان فريق الغواصة «تيتان»، في طريقة لاستكشاف حُطام السفينة تيتانيك، ورؤية ما تبقى منها، لعل من بينها معالم الحظام القلادة الشهيرة المصنوعة من سمكة أسنان قرش «ميجالدون»، التي أثرت العالم أجمع، وحاول فريق عمل فيلم «تيتانيك» إبراز جمالها حينما ارتدتها «روز»، وألقتها في المحيط في نهاية الأحداث، تلك الماسة الضخمة غالية الثمن، المزينة بالمجوهرات الذهبية.
ونستعرض قصة القلادة المصنوعة من أسنان القرش «ميجالدون» التي كان سيزورها ركاب الغواصة المفقودة، وفق موقع «ديلي ميل» البريطاني.
قلادة قلب المحيط الأيقونية، هكذا عُرفت القلادة الشهيرة التي ارتدتها روز (كيت وينسلت) خلال فيلم «تيتانيك»، والتي كانت تقدر بمبلغ خيالي، على شكل قلب، مثل قلادة محاطة بالماس الأبيض، كانت في الأصل ماسة 56 قيراط، تابعة للملك لويس الـ16 ومُخرزة على شكل بيضاوي، واشتراها بعد الثورة الفرنسية، رجل الأعمال كاليدون هوكلي، قبل أسبوع من إبحاره على متن السفينة.
يرجع أصل قلادة «قلب المحيط»، لزوجة الملك لويس الـ16، وهي الملكة ماري أنطوانيت، التي امتلكتها خلال الثورة الفرنسية، إذ كانت على عبارة عن قلب صغير على شكل كمثري، لكنها بيعت فيما بعد.
بعد مرور ما يقرب من 111 عاما، عثر الباحثون عن «تيتانيك»، على مقتنيات كانت على متن السفينة، من بينها القلادة الشهيرة المصنوعة من أسنان أسماك قرش «الميجالودون»، الذي يعد من الأنواع المنقرضة من أسماك القرش، وواحدة من أكبر الأسماك الموجودة على الإطلاق، وحدد متحف التاريخ الطبيعي مواصفاتها، بإنها يمكن أن يصل طولها إلى 60 قدمًا، وهو أطول بثلاث مرات من أكبر سمكة قرش بيضاء مسجلة.
وكان ريتشارد باركنسون، مدير شركة «ماجلان»، قد وصف هذا الاكتشاف بأنه مذهل، بعد العثور على عدد من المقتنيات النادرة التي كانت توجد على متن السفينة، قائلًا لشبكة «ITV News»: «لقد وجدنا سنًا من طراز ميجالودون على شكل عقد، أنه أمر لا يصدق على الإطلاق».
من بين المجوهرات التي عثر عليها أيضا خاتم من الماس الوردي، كانت يقدر بقيمة 20 ألف دولار، إذ كونه مرصح بأحجار نادرة للغاية، ويمكن بيعه مقابل 50 مليون دولار في بعض الحالات اليوم، وكان يبلغ وزنه 16 قيراطًا، وكانت ملكًا للسيدة شارلوت إم كارديزا من ولاية بنسلفانيا، ويُعتقد أنها كانت من بين ركاب الدرجة الأولى على متن السفينة، حيث طلبت 177352 جنيهًا إسترلينيًا إجمالاً مقابل ممتلكاتها المفقودة.