رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

موضة وجمال

جزيرة نساؤها يعملن في صناعة الدانتيل فقط.. هواية تدر دخلا

كتب:  نرمين عزت -

09:08 م | الإثنين 05 يونيو 2023

نساء جزيرة بورانو

مجموعة من البيوت الملونة على جانبي مجرى مائي صغير، خالية من جميع وسائل المواصلات إلا من المراكب والقوارب الصغيرة التي تُعد وسيلة مواصلات ومصدر رزق لرجال جزيرة بورانو الإيطالية الذين يعملون في مجال الصيد، وعلى الرغم من بهجة ألوانها التي تعتبر علامة يميز بها الرجال بيوتهم عند العودة في الليل إلا أنها لم تمنع الجو الكلاسيكي لها، إذ يعمل النساء على صناعة الدانتيل واللاسيه وهي مهنة متوارثة من قرون طويلة، تفاصيل كثيرة تعكس جمال القرية الصغيرة الهادئة ترويها الدكتورة نشوى إسماعيل، الأستاذة والباحثة الأكاديمية في تكنولوجيا التعليم، بجامعة «Dhuram» البريطانية لـ«هن» بعد زيارتها الأخيرة لها.

نساء جزيرة بورانو الإيطالية 

يخرج رجالهن في الصباح الباكر بقواربهم بينما هن يصنعن الدانتيل، ذلك القماش الذي كان يميز نبلاء القرن الـ17، في كل مكان بالقرية تجد الجدة صاحبة المحل الأصلي تجلس بينما تُحيك الفتيات والنساء من حولها خطوط الدانتيل واللاسية، هو ليس مجرد قماش يصنعونه بل مصدرًا للرزق وهواية قديمة، يأتي إليهن السياح من كل مكان لشرائه ورؤية الجزيرة المعزولة التي تخلو من وسائل المواصلات لصغر حجمها، كما وصفتها الدكتورة نشوى إسماعيل خلال حديثها: «الشغل الدقيق بيعملوا الجدات وكبار السن لإن عندهم الحرفة لكن الجيل الجديد طور التفكير بمعني عملوا مغناطيس تلاجة وحلقان بالدانتيل طوروا الشغل بالإنترنت، الناس دي مش بتبيع أونلاين لازم تروحي لعندهم».

حكاية الدانتيل في الجزيرة

يعود دانتيل جزيرة بورانو إلى الدانتيل الفينيسي الذي يعتبر من أغلى ممتلكات النبلاء الأوروبيين، في القرن السابع عشر، وكانت إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا من أشهر السيدات التي احتوت خزائنهن على دانتيل من «فينيس سيلفر» و«فينيس جولد»، وهي شهادة على ممارسة نسج الضفائر من المعادن الثمينة مع أنماط الدانتيل للملابس وقيمتها الدائمة، بحسب «إسماعيل»: «هي مهنة جرى العرف ان تقوم بها النساء، اتكلمنا مع الستات اللي في المحلات الملاحظ انهم كلهم ستات اللي بيشتغلوا لإن الرجالة في البحر من غزارة الإنتاج عملوا متحف في الجزيرة اسمه متحف اللاسيه والدنتيل».

مع زيادة الطلب على المنتج مع الوقت ومن أجل توفير كميات كبيرة الطلب المتزايد على الدانتيل الفينيسي، نقل تجار القماش إنتاج الدانتيل إلى جزر البحيرة البعيدة في بورانو من أجل توفير مهنة أخرى تساعدهم وهي الصيد الذي أحترف به الرجال لمساعدة زوجاتهن في البداية، ومع الوقت أصبحت المهنتين مصدر رزق لأهل الجزيرة وأصبح الدانتيل المنتج في جزيرة بورانو أكثر أنواع الدانتيل المرغوبة في أوروبا.

وعلى الرغم من أن سكان الجزيرة هم صانعي الدانتيل أنفسهم لم يصبحوا أثرياء أبدًا ومازالوا في جزيرتهم المعزولة، ولكن الأثرياء هم أصحاب التجارة الدولية للدانتيل والمنسوجات الذين تمكنوا من احتلال أرقى قصور فينسيا.

أما عن سر ألوان القرية قالت «إسماعيل»: «عدد سكانها مش مكمل 3000 نسمة ومساحتها مش مكملة نصف كيلو متر مربع، لا فيها عجلة ولا عربية لأن أي مكان تروحه مشى في 10 دقائق، وألوان البيوت شرطها لازم تكون ألوان زاهية ومختلفة عن بعضها عشان وقت الضباب والصيادين راجعين بيوتهم يعرفوا يوصلوا من خلال فروق الألوان».

جو مصري في الجزيرة الأوروبية

وعلى الرغم من كونها جزيرة أوروبية إلا أنها بروح مصرية أصيلة، تحترم الجو العائلي وتعكس حالة من الحب والطمأنينة لزائريها الذين لا يملون من شكلها وطبيعتها: «كل محل عيلة بيشتغلوا مع بعض، قاعدين يبيعوا ويتكلموا ويضحكوا تدخلي يدخلوكي في حياتهم ويحكوا قصتهم، بصراحة تستاهل بلد فيها حالة أُلفة وود بين السكان غريبة أنا أول مرة كنت اعرف سر بيوتها الملونة اللي بترشد الصيادين لبيوتهم لما يرجعوا متأخر، لسة بينشروا الغسيل على الحبل وعندهم شيش خشب وبيناموا الضهر».