رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بعد حرمان 33 سنة.. عودة أم مصرية لابنيها الأردنيين: «البعد عنهم كان غصب عني»

كتب: آية أشرف -

06:42 م | الإثنين 29 مايو 2023

عودة أم لنجلها بعد 33 سنة

غاب الجسد ولم تغب المشاعر، فلم تتوقع السيدة المصرية ماجدة صلاح أن زواجها من أردني منذ ما يقرب من نصف قرن سيقلب حياتها رأسا على عقب، إذ توفي الزوج وكان القدر أصعب عليها من أن تبقى وسط أبنائها، لتغيب عنهما 33 عاما، تحاول الوصول دون جدوى، وهما ببلد آخر على أمل اللقاء من جديد، قبل أن يتواجدا بمطار القاهرة منذ أيام، ليشهد أول عناق بينها وبين أولادها بعد حرمان 33 عاما.

ربما بدأت القصة التي تشبه فصول الدراما، بزيجة هادئة بين ماجدة صلاح الدين ورجل أردني سبق له الزواج في بلده، لترزق منه بصبي وفتاة، إلا أن القدر كان له كلمة أخرى، ليرحل الزوج الأردني تاركاً لها الأطفال، قبل أن يُصر والدها على تزويجها مرة أخرى من رجل مصري يقطن معها بالأردن.

باتت الأمور هادئة الأولاد لدى أسرة والدهما، والأم تستمر في زيارات لهما لا تنقطع قبل أن تُجبر على العودة إلى مسقط رأسها بصحبة زوجها لتجديد أوراق الإقامة، إلا أن ما حدث كان بمثابة وداع لأطفالها وحرمان 33 عاما من رؤيتهما، بحسبما ذكر «رامي الجبالي» الذي ساهم في لم شمل الأسرة، وفقا لحديثه لـ«هن»: «اضطرت السيدة ماجدة أنها تسافر مصر مع زوجها بسبب مشاكل متعلقة بالإقامة في الأردن وتجديد جواز السفر ورجعت على مصر على أمل أنها ترجع للأردن من جديد لأولادها، بس للأسف محاولاتها فشلت».

محاولات كثيرة من الأم بالتواصل مع ابنيها كانت دوما ما تنتهي الفشل، بالتوازي مع محاولات الابن والابنة أيضاً قبل أن «يلم الشمل» بعد التواصل مع «الجبالي» مؤسس مبادرة «أطفال مفقودة»: «الأم حاولت كتير توصل لأولادها أو تعرف معلومات عنهم بكل طريقة وكل وسيلة ولكن للأسف فشلت كل محاولاتها وكل ما تبعت حد على عنوانهم يقولها ملقتهومش، وكان في زمن التواصل فيه كان صعب والتكنولوجيا مكانتش تسمح بحاجات كثير للأسف».

 

الأم تحاول الوصول والابن والابنة ينجحان

مر العمر ولم يغب الابن والابنة عن بال أمهما التي قررت الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي: «لما ظهر فيسبوك حاولت تدور على أكاونت ابنها وفعلا بعتت رسالة لواحد بنفس اسم ابنها لكن برضه بدون نتيجة، قبل ما أولادها كمان يقرروا يدوروا تاني في نفس الوقت بس من خلالنا، بعتولنا القصة وصورة الأم وبدأنا ننشرها».

أيام معدودة ووصل المنشور للأم التي كشفت عن هويتها، لتبدأ تواصلها مع الأبناء للمرة الأولى من خلال مكالمة فيديو كول، قبل ساعات من مجيئهم إلى مصر لرؤية وعناق والدتهما بعد حرمان دام 33 عاما.

اللقاء الأول بعد 33 سنة 

عناق ودموع ومشهد ربما لم تره سوى بأفلام السينما، كان اللقاء الأول بين الأم وأبنائها داخل صالة المطار، تتحسس ملامحهما بيديها وتعانقهما عناقا يعوض ما فاتها، في لحظات وصفها «الجبالي» الذي كان حاضرا وسطهما: «مفيش كلام يوصف اللحظات دي .. مفيش حاجة نقدر نقولها غير ان ربنا أكرمنا كرم كبير اننا نكون سبب في السعادة واللحظات اللي عمرنا ما هننساها».